أشار رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع إلى أنّه، «بفعل تواطؤ رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، جرى تأمين النصاب لجلسة مجلس النواب التي انعقدت أمس»، معتبرًا أنّ المشهد «يذكّر بممارسات الترويكا التي كانت خرابًا على البلد»، ومعبّرًا عن خشيته من تكرار هذه التجربة.
وقال جعجع إنّ بعض النواب برّروا مشاركتهم بعدم الرغبة في تعطيل التشريع، إلا أنّ «مجلس النواب يُدار بطريقة خاطئة ستقود إلى مكان خاطئ». وأضاف أنّ الحكومة تعلن رغبتها بإجراء الانتخابات النيابية، «لكن يجب التدقيق بمن يصرّح وماذا يصرّح».
وأوضح أنّ الخلاف ليس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بحدّ ذاته، بل حول طريقة إدارة المجلس، مشدّدًا على أنّ رئيس المجلس «ليس مطلق الصلاحية، بل مقيّد بالنظام الداخلي».
وأشار جعجع إلى أنّ النظام الداخلي يفرض إحالة اقتراحات القوانين والمشاريع المستعجلة إلى اللجان المشتركة ضمن مهلة أقصاها 15 يومًا، وفي حال عدم البتّ بها تُحال إلى الهيئة العامة، «وهو ما لم يحصل». كما لفت إلى أنّه في حال تعذّر انعقاد المجلس وعدم ختم محضر الجلسة، يجب إحالة المحضر إلى مكتب المجلس، وهو أيضًا لم يتم.
واعتبر أنّه كان يفترض برئيس الحكومة مراجعة مشروع القانون المعجّل المكرّر مع رئيس المجلس، «إلا أنّه حضر الجلسة وكأنّ شيئًا لم يكن».
وفي ما يخص اقتراع المغتربين، وصف جعجع مشروع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بأنّه «غير مسبوق»، مؤكّدًا أنّ من يعبث بالنظام الداخلي هو من يقاطع التشريع، مشيرًا إلى أنّ رئيس المجلس «لا يريد للمغتربين التصويت من أماكن إقامتهم».
ورفض جعجع حجّة «حزب الله» بعدم القدرة على خوض حملات انتخابية في الخارج بسبب تصنيفه، متسائلًا: «كيف يُسمح للمغتربين بالتصويت لستة نواب ولا يُسمح لهم بالتصويت لكل النواب؟».
وتوجّه إلى المغتربين بالقول إنّ «جرائم كثيرة تُرتكب بحقكم»، داعيًا إيّاهم إلى عدم تصديق ما يُروَّج، ومؤكّدًا الاستمرار بالمساعي لتمكينهم من التصويت من الخارج، وإن تعذّر ذلك «فعليهم الحضور إلى لبنان بأعداد كبيرة للاقتراع».
وفي ملف قانون الانتخاب، رأى جعجع أنّ الحلّ الوحيد بيد رئيس الجمهورية، معلنًا توجّهه إليه «بكتاب مفتوح»، داعيًا إيّاه إلى توجيه رسالة إلى مجلس النواب تطلب انعقاده خلال ثلاثة أيام لمناقشة الرسالة ومشروع القانون المعجّل المكرّر، محذّرًا من أنّ «الانتخابات النيابية في خطر، وأنّ رئيس الجمهورية هو الملاذ الأخير».
وختم بالتأكيد أنّ ما يُسوَّق عن سعي «القوات اللبنانية» إلى تأجيل الانتخابات «غير صحيح»، مشدّدًا على أنّها تريد إجراءها في موعدها، «وكل ما عدا ذلك محض خزعبلات».

alafdal-news
