زياد العسل _ خاصّ الأفضل نيوز
في غمرةِ الوجع اليوميّ، والغلاءِ الذي يعصفُ باللّبنانيّين على الصّعد كلّها، يبحثُ هؤلاء عمّا يقيهم الصّقيعَ المقبل، وسط الغلاء الكبير في سعر مادّةِ المازوت والحطب، وما يرافقُ ذلك من قلقٍ جديٍّ للمواطن القاطن في الجبالِ والأرياف البعيدة عن العاصمة.
الطّلبُ على مادّة "الجفت" زادَ في القرى الجنوبيّة وحاصبيّا وسواها، بعد أن بلغت صفيحةُ المازوت حوالي ٩٠٠ ألف ليرة ونيّف، والحطب أكثر من ١٣٠ دولارًا أمريكيًّا، وهذا بالطبع وفقَ نوعه والطّلب عليه .
لطالما لجأ المزارعُ لترك مادّة جفت الزّيتون في المَعاصر وعدم اعتبارها من الأولويّات، ولكن في هذا الزّمن الصّعب دفعَ ببعضهم لاقتنائه كمادة أساسيّةٍ للتّدفئة، وهذا ما يقوله حيدر (من النبطية) للأفضل نيوز مؤكدًا أنَّ ثمنه كقطعة لا يتعدى ٣٠٠٠ ليرة، وهو اليوم وفقَ توصيفه يقوم بوضعه أرضًا بهدف القيام بتجفيفه. وقد جهز ٣ براميل لوضع الكمياتِ المترتبةِ عن ذلك.
كذا يقول أبو هيثم (راشيا الوادي): "إنه امتهن بيعَ الجفت سعيًا لتحويل الجفت حطبًا، في ظل غلاء المحروقات، وإنه يتوقعُ هذا العام أن يكون عامًا استثنائيًّا من حيث العمل والطلب على الجفت"، وهو ما سيصبحُ مهنةَ عددٍ كبيرٍ من أبناء القرى، وفقَ قوله، في السنوات المقبلة، إذا بقي سعرُ المحروقات على ما هو عليه.
الموتُ بردًا ليس في قاموس اللّبنانيّين، هذا الشعب العظيم الذي يثبتُ في كلّ مفصلٍ ومنعطفٍ قدرةً أسطوريّةً على الصّمود، وتحويل الجفت حطبًا، واستعماله للتّدفئةِ خير دليل، على أنّ الشّعوبَ العظيمة تحوّل المِحَنَ إلى مِنحٍ والألم إلى أملٍ وفرصة.