إسلام جØا _ خاصّ الأÙضل نيوز
"عقولٌ كبيرةٌ مشغولةٌ بمسائلَ صغيرةÙ". هذا هو الهمّ٠الذي أورثنا إيَّاه أهلÙنا ÙÙŠ هذا الوطن الَّذي Ø°ÙبØÙŽ قربانًا ÙÙŠ سبيل وصول Ùئة٠Øكمت بالبطر والجشع والهÙويَّة المخمليّة ÙˆÙئة الدَّم السّÙياسيّÙ. ÙÙÙŠ لبنان "ابن٠الملك ملك، وابن الÙÙ„Ù‘Ø§Ø Ù…Ø¹ØªÙ‘ÙŽØ±" Øتَّى الدَّرك الأسÙÙ„ من مهوار الذّÙلّ٠الذي وصل إليه شعب لبنان العظيم!.
هذه ليست "Ùشَّة خلق٠وكÙÙ‰.."Ø› بل صرخةٌ من Ø£Ùواه٠يابسةÙØŒ وشباب٠لبنانيّÙين نسجوا Ø£Øلامًا ورديَّةً Ù…ÙØ° أوَّل سؤال٠ÙÙŠ المدرسة: "شو بتØب تصير لمّا تكبر؟". شبابٌ سئموا السَّعيَ بلا هدÙ٠يصلون إليه، كما هو الØال الطَّبيعيّ٠ÙÙŠ البلدان التي تØترم Ù†Ùسَها...!.
من منَّا لا يذكر أيَّام المدرسة الأولى Øين كانت Ø£ØلامÙنا الصَّغيرة تكبر معنا، ÙيتØوّل "كيس الشيبس" مع الوقت إلى عملة٠ندَّخرها ÙÙŠ "القجة"ØŒ والورقة التي نرسم عليها وجوهَ Ø£Øبَّائنا إلى طائرة٠ورقيَّة٠تعلو ÙÙŠ السَّماء، والØديدة التَّاÙهة إلى أقمار٠وشموس. نكبر ÙÙŠ هذا الوطن.. وتكبر Ùينا الهموم والمسؤوليَّات٠الجسامÙ: Øبَّة٠الدَّواء، نقطة٠المازوت، رغيÙ٠الخبز، كرسيّ٠الجامعة والوظيÙة٠التي سنØصّÙلها.. وتختل٠طموØاتنا بين اليوم واليوم، أو لنقلْ: تتبدّÙÙ„ الأولويَّات وتتعدَّل الخطط ومعها الأماني.
كثÙرٌ طمØوا أن يكونوا أطباءَ لمداواة الÙقراء، ومهندسين لبناء وطن٠يرسو على أرض٠صلبة٠وأسس٠متينةÙØŒ واقتصاديّÙين لهندسة سياسيات٠ماليَّة٠تنتشل البلد ممَّا هو عليه، أو Ù…Øامين وقضاةً لضمان نزاهة العدالة، أو مزارعين لتثبيت العلاقة مع هذه الأرض والصّÙمود Ùيها. ولكن، تÙÙاجÙئنا Ø£ØلامÙنا بالخذلان Ø£Øيانًا، Ùيتوجَّه قسمٌ كبيرٌ من الطّÙلَّاب إلى الأقسام الأدبيَّة كالتَّاريخ والجغراÙيا واللّÙغات لعدم توÙÙ‘Ùر المورد الماليّ٠الكاÙÙŠ لدراسة تخصّÙصات٠أخرى، وهنا يزداد "الطّÙين بلَّةً" والمعضلة٠الشَّائكة تعقيدًا؛ نتيجة الهوَّة بين أعداد الخرّÙيجين الهائلة ومتطلّبات سوق العمل أو مركزيَّتها ÙÙŠ المدن، وتبقى البطالة٠لØَمَلة الشهادات الجامعيَّة سيّÙدةَ الموقÙ!.
والبطالة التي تنتهي بالبØØ« عن "Visa" هي السَّرطان البطيء الذي يضرب شريان المجتمع اللّÙبنانيّ٠المتوتّÙر بنسب٠تتØدَّث عن ٨٦٪ من مجمل الشَّباب، ÙتÙرّÙغه من أبنائه، تاركةً وصمةً على الشَّباب المندÙع Ù†ØÙˆ تأمين مستلزماته أثناء Ùترة الدّÙراسة وتأمين مستقبله بعدها، خصوصًا بعدما شهده لبنان خلال الÙترة الممتدة بين العام ٢٠١٩ و٢٠٢٢. Ùقد بلغ عدد٠طالبي العمل ÙÙŠ لبنان ٥٠ألÙًا سنويًّا من خرّيجي الجامعات، Ùيما لا يوÙÙ‘Ùر سوق العمل سوى Ù£ آلا٠Ùرصة٠سنويَّةÙ. وإزاء هذا الواقع، ونتيجةً لعواملَ مختلÙØ©ÙØŒ لم يكن صادمًا أن يبلغ عدد٠العاطلين عن العمل Ù¢Ù Ù£ آلا٠شخص خلال هذه الÙترة. لكن اللَّاÙت هو تراÙق٠ارتÙاع معدَّل البطالة لدى الشباب مع ارتÙاع مستواهم التَّعليميّ، إذ تخطّى عدد العاطلين بين Øمَلة الشَّهادات الجامعيَّة نسبة ٣٥٪.
ÙˆÙÙŠ العام ٢٠٢٢ ÙˆØده، ارتÙعت نسبة العاطلين عن العمل بين القوى العاملة ارتÙاعًا غير مسبوق٠من Ù¤.١١٪ إلى ما يقارب ٣٠٪، ما يعني أنَّ Ù†ØÙˆ Ù¡/Ù£ من القوى العاملة عاطلون عن العمل. وأظهر المسØ٠أنَّ Ù£Ù Ùª من مجمل العاطلين عن العمل يبØثون عن عمل٠لÙترة٠تزيد عن سنتين، الأمر٠الّذي يدلّ٠على أنّ بطالتهم طويلة٠الأمد، وذلك Øسب أرقام إدارة الإØصاء المركزي ÙÙŠ لبنان ومنظمة العمل الدَّوليَّة.
ÙˆÙÙŠ بلد٠لا يزال يتقاضى Ùيه عددٌ لا بأس به الØدَّ الأدنى للأجور البالغ ٦٧٥ ألÙًا Ù„.Ù„.ØŒ أي ما يعادل ١٧ دولارًا، ÙˆÙÙ‚ سعر الصر٠ÙÙŠ السّÙوق السَّوداء، ارتÙعت أسعار المواد الغذائيَّة بنسبة أدناها ٧٠٠٪، ÙÙŠ الوقت الذي يضطر Ùيه اللّÙبنانيّÙون إلى دÙع ما لا يقل عن مليون ليرة٠شهريًًا للمولّÙدات جرَّاء انقطاع التَّيّار الكهربائي المزمن، ناهيك عن السّلع الأساسيّة كالطعام والطبابة والتعليم وغيرها.
أمام هذه الأرقام المخيÙØ©ØŒ يظهر الطلب ملØًّا لضرورة ØÙ„Øلة هذه المعضلات المتزامنة مع العجز الØكوميّ٠وغياب الإرشاد التَّربوي ÙÙŠ المدارس من أجل السَّير ÙÙŠ خطَّة٠تنقذ الأمل المعقود على الشباب الذين باتوا ينØون أكثر صوب الإÙلاس من كلّ٠شيءÙ.