أماني النّجار _ خاصّ الأفضل نيوز
مع حلولِ فصل الشِّتاء في كلِّ عام، يَنتاب المُواطن اللُّبنانيُّ والبقاعيُّ بشكلٍ خاصّ، هاجِسَ التّنقل على الطّرقات الجبليّة المعرّضة للانقطاع المُفاجئ؛ بفِعل هبوب العواصِف الثَّلجية؛ لمُواجهة مثل هذه الظّروف، إذْ تقومُ الجرّافات والوِرش الفنيّة التّابعة لوِزارة الأشغال العامَّة والنَّقل، بِفَتح الطّرقات المقطوعة.
همٌّ جديد يُضاف إلى هموم اللّبنانيّين؛ لِعدَم قُدرة الآلات والجرّافات على العمل؛ لإزالة الثّلوج وفَتح الطّرقات؛ بسبب أسعار المازوت الجنونيّة، إضافةً إلى عدم القُدرة على تصليح وصيانة الآلات المعطّلة والكِلفة الباهظة المترتِّبة على ذلك؛ لِكونِها تُدفَع بالدّولار، ويَكمُن الحلّ عند وزارة الأشغال العامّة والنّقل في تأمينها.
في هذا السِّياق يقولُ الأستاذ محمد غيشي (مستشار وزير الأشغال العامّة والنّقل) للأفضل نيوز: "هناك جهوزيّة تامّة، فواجباتنا في وزارة الأشغال الاهتمام"، مؤكدًّا أنه "لم يَكُن هناك أي تقصير، بل بالدَّعم الموجود عندنا في الوِزارة في هذه الظّروف، استطعنا النّجاح والاستمرار، وسنبقى على هذه الجهوزيّة أيًّا كانت الظّروف".
مراكزٌ عديدة لجَرف الثّلوج تتركّز في مناطق ذات ارتفاعات عالية، غالبًا تُعاني من شحّ في مادة المازوت والملح، وتحتاج آليّاتها إلى صيانة، وتمكّنت وزارة الأشغال من تسيير أمورِها ومستلزماتها قدر المُستطاع.
وفي المحصِلة، تحدّث موقعُنا مع الأستاذ نبيل منذر (مدير مركز الأشغال في ضهر البيدر) وقال: "إنّ طاقم العمل بدأ بأعمال الصّيانة المُعتادة قَبل موسِم الأمطار والثّلوج".
وأضاف منذر: "أنهم على جهوزيّة لِمواجهة أي طارئ"، مُشيرًا إلى "توفّر إحتياطي جيّد من مادة المازوت يكفي لمدّة لا تقُّل عن شهر، كذلك بالنّسبة لمادة الملح الخشن المستخدَمة في أوقات الجليد. فالكميّات الموجودَة تَكفي لمدّة شهر ونصف ورُبّما لِشهرين وِفق أحوال الطقس".
عددٌ كبير من الطُّرق في لبنان غير صالحة للسَّير خلال فصل الشِّتاء، في ظلِّ غياب الصّيانة، وتردّي البُنى التّحتيَّة، ويتحوّل بعضُها إلى بحيراتٍ تَفيض بالمياه، ما يَلحق أضرارًا جسيمة بالسَّيارات، ويُعرِّض سلامة السّائقين للخطر.
في هذا الصّدد، تحدَّثنا مع السيّد ب.ن. (موظّف في مركز الأشغال المديرج) ولفَتَ: "لهذا الوقت لم تؤمَّن المستلزَمات للصّيانة بعد، ولكن الوزارة وَعدَت بمدّ المراكز بكميّاتٍ كافية من المازوت والملح الخشن في أقرب وقت".
وأشار: "إلى اهتمام بالغ من قِبل الوزير وإدارة الوزارة، بحاجات مراكز الثّلج المنتشِرة على الطّرق الجبليّة الأساسيّة".
في أحلَك الظُّروف التي نعيشها، يستطيعُ صاحب المعالي أو السّعادة بما لدَيه من ضميرٍ حيّ أن يكون خفيرًا على مصلحةِ الوطن، ومُجاهدًا في التّخفيفِ عن المُواطن. هل تنتقل عدوى الوزير حميّة الذي عبّدّ طريق ضهر البيدر، وتابَع الفيضانات في الطّرق والآن يُتابع مراكز جَرف الثّلوج، إلى البعض مِن المسؤولين في الدّولة أَم أنّ ضمائرهم مُغيّبة إلى غير رَجعة؟.