بكر حجازي – خاصّ الأفضل نيوز
الخصخصةُ في مفهومها الذي يعلمه القاصي والداني هي تحويل المنشآت العامة الى خاصة..
ومن المعلوم أنَّه في الخصخصة يمكن تنفيذها بشكلين هو ال (B. O. O) وال (B. O. T) حيث من الممكن تملك المنشأة حسب المفهوم الاول مقابل أرباحٍ تُعطى للدولة طيلة الحياة أو طوال بقاء المنشأة، أما المفهوم الثاني فيمكن استغلال هذه المنشأة العامة بمقابل نسبة من الأرباح تُعطى الى خزينة الدولة طوال مدة العقد...
وفي كلا الشكلين من أشكال الخصخصة، تخفيضٌ للعجز في الموازنة العامة ،حيث هناك تصفيرٌ للنفقات التي تستلزمها الكلفات التشغيلية في هذه المنشآت التي تكلف الدولة الكثيرَ لا سيما قطاع الكهرباء، وتدرُّ إيرادات تقتطع بنسب محددة حسب العقود..
على جبهة أخرى وهي جبهة الواقع اللبنانيِّ نرى معارضةً للخصخصة تحت شعارات أقرب الى مسلسل الخربة ممن يدعون في أحداث هذا المسلسل وعلى سبيل النكتة محاربة الامبريالية الحقيرة او الرأسمالية المتوحشة، وهم لا يفقهون أسسها أو معنى نظامها بل لانهم تعودوا ذلك. فما المانع من خصخصة الاملاك البحرية عبر عقود تدرُّ للدولة إيرادات، أليس ذلك أفضل من استغلالها من حفنة من السياسيين وأتباعهم ببعض الليرات او عبر التعديات على الاملاك في العام في البر والبحر.
أليس من الأفضل تخصيص شركة كهرباء لبنان، وتدريب العمال على متطلبات العمل الجديد والقضاء على البطالة المقنعة، وتضييق فرص الهدر والفساد...أليست الاتصالات كانت تعتبر الدجاجة التي تبيض ذهباً للدولة اللبنانية، بالرغم من الطريقة اللبنانية، حيث لم ينشأ حتى الآن مجلس أعلى للخصخصة أو لجنة رقابة على أسعار المحتكرين...
نعم بالرغم من كلِّ ما نحن فيه يمكن الخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية في البلاد عبر سياسة الخصخصة والتي يمكن للقوى المحلية في القطاع الخاصّ أن تبدع بها، حيث يمكن أن يبقى شرها أهون من قطاع عام هو في خدمة خاصة الاحزاب اللبنانية وفسادها ،فالمبادرات الفردية يمكن أن تسلك دربها في القطاع الخاص والذي يبقى مملوكاً من الدولة مشغلاً من قطاع خاص همه تعظيم الربح برقابة الدولة ورعايتها..
إنَّ الخصخصةَ وبالرغم من اتهام الكثيرين لها، ليست بيعاً للبلد وانما تأجير بمقابل، مما يشكل مردوداً افضل في الخدمات وفي المالية العامة للدولة.
وما الهروب منها الا وشبهة بعدم إدراك كامل منافعها وسلبياتها او بالأحرى الخوف من نزع المكاسب التي حققها البعض لحزبه وجماعته وتغلغل في الادارة العامة فساداً وهدراً.
إن التجربة اللبنانية أثبتت نجاحات عظيمة لمعظم اللبنانيين في الخارج عبر اطلاق العنان لمبادرتهم الفردية في شتى مجالات القطاع الخاص، لذا ومن ناحية التركيبة النفسية والعملانية للإنسان اللبناني، الخصخصة هي أفضل ما يمكّنه من ادارة البلاد...