يحيى الإمام - خاصّ الأفضل نيوز
بعد صدور النتائج الرسمية لانتخابات الإفتاء في بعض المناطق فازَ شيخُ قرّاء البقاع -إمام بلدة السلطان يعقوب التحتا -ومدير مؤسسات أزهر البقاع فضيلة الدكتور علي محمد الغزاوي بموقع الإفتاء في زحلة والبقاع الغربيِّ فعمّت الفرحة في بلدة غزة البقاعية وفي سائر قرى البقاع الغربيِّ والأوسط، وتقاطرَ المهنّئون من أصدقاء ومحبين لتقديم التهاني والتبريكات قبل أن يعلن عن مكانها أو يحدّد مواعيدها، والدكتور الغزاوي الذي اتصف بالزهد والإيمان والعلم والتواضع والحنكة والحكمة والوطنية ونبذ التفرقة و العصبيّة، يستحق هذا الفوزَ بكلِّ جدارة لعدة أسباب واعتبارات أهمها :
أولاً ،لأنه مقبولٌ ومحبوبٌ وقريبٌ من جميع مكونات الطائفة السّنّية الكريمة ،ومنفتحٌ على كافة شرائح المجتمع اللبنانيِّ وفئاته، ونرى في هذا المنهج ترجمةً عمليةً لقول الإمام علي بن أبي طالب : " القائدُ له عقل الكلّ "، ولا يعني ذلك أنه يحابي الكلَّ ولا أن يقول ما يرضي الكلّ، بل إنه يحاول أن يحتويَ الكلَّ بما آتاه الله من قدرة على الجمع والتوفيق والعمل على تحقيق مصلحة الكلِّ من خلال سعيه إلى تحقيق أهدافه التي لا تنطلق من مصلحة شخصية آنيّة أو رؤية محدودة وضيقة لكي تصبَّ في خدمة فئة دون أخرى.
وثانياً ،لأنه اكتسب خبرةً ومهارةً في إدارة أزهر البقاع وبرَع في كلِّ المهمات التي كُلِّف بها أثناء مرافقته الطويلة لسماحة المفتي المغفور له خليل الميس وبعد رحيله، ولا ننسى أنَّ سماحة المفتي المرحوم خليل الميس كان أثناء زيارة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري له قد قال له : ( هذا الشيخ علي الغزاوي الذي ائتمنتُه على أزهر البقاع وأرجو منك أن تأتمنه على الإفتاء في البقاع...).
وثالثاً ،لأنَّ الشيخ علي -المولود في بلدة غزة سنة ١٩٧١ -قد كان مثالاً لطالب العلم الملتزم مثلما كان مثالاً للإنسان العصاميِّ الذي تنقل في تحصيل علمه من ابتدائية غزة الرسمية والمتوسطة الرسمية فيها إلى الثانوية الشرعية في دمشق ثمَّ إلى كلية الشريعة في جامعة الأزهر بالقاهرة ثمَّ إلى بيروت لينال الماجستير في الفقه المقارن بدرجة جيِّد جدًّا ،ثمَّ شهادة الدكتوراه في الفقه المقارن بين الشريعة الإسلامية والقانون اللبنانيِّ بدرجة جيِّد جدًّا أيضاً.
ورابعاً، لأنه يحفظُ كتابَ الله عن ظهر قلب ؛فهو مُجازٌ برواية حفصٍ عن عاصم، وجامع للقراءات العشر ،وقد حاز على شهادة في التحكيم في المسابقات القرآنية، وهو عضو في لجنة تدقيق المصاحف المعتمدة من دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ومدرس للقران الكريم والفقه المقارن والفقه الجنائي وأصول الفقه في جامعة بيروت الاسلامية، وهو المشرفُ العامُّ التربويُّ والإداريُّ على كلية الشريعة الاسلامية -فرع البقاع -ومدارس أزهرالبقاع التابعة لدار الفتوى، وقد تخرج على يديه عشرات الحفظة لكتاب الله تعالى.
وخامساً ،لأنه في هذا العمر قد تبوَّأ الكثير من المناصب التي تليق به ،وكتبَ العديد من المؤلفات القيّمة نذكر منها :
١- الإحسان في الاسلام .
٢- تحقيق ودراسة كتاب الحاوي القدسي للغزنوي.
٣- القاضي الشرعي حصانته وأحكامه وسلطاته.
لهذه الأسباب، ولغيرها من الأسباب يحقُّ لنا أن نفتخرَ بسماحة المفتي الجديد علي محمد الغزاوي، ويحقُّ لبلدة غزة البقاعية أن تفتخرَ وتباهي بأبنائها الميامين ،وهي التي تمثلت في الحكومة اللبنانية مراراً بالوزير عبد الرحيم مراد، وحجزت لنفسها مقعدين في المجلس النيابيِّ الحاليّ، واستأثرت لسنوات طويلة برئاسة اتحاد بلديات سهل البقاع، فكيف لا تتقدم في مواقع الرّيادة والقيادة لتتقلدَ الوسام في موقع إفتاء زحلة والبقاع الغربيّ؟ وكيف لا تباهي بابنها العالم العاقل سماحة المفتي علي الغزاوي وقد جعل الله له لسانَ صدقٍ عليّا ؟