زياد العسل _ خاصّ الأفضل نيوز
يقولُ معلّق كرة القدم التونسيّ ذائعُ الصّيت عصام الشّوالي: "لا متعة تعلو ذكرَ اسمه ولا شيءَ يشبهُ "الليو"، وإذا كان لقاموسِ السّحر في عالم كرة القدم من مفتاحٍ فهو ابنُ التّانغو".
فعلَها قائدُ كتيبةِ التّانغو، وأحرز اللّقبَ الأغلى في تاريخِهِ، بل في تاريخ أيّ لاعبٍ يمارسُ كرة القدم، وهو كأسُ العالم، هذه البطولة التي أُقيمت في دولة قطر العرييّة، الّتي جعلت من الصّعب على أيّ دولة في العالم التّفكير في استضافة هذه البطولة دون أن يكون لديها في الحدّ الأدنى نصفَ مقوّمات وإمكانات وتنظيم دوحة العرب التي شرّفت أهلَ الضّاد في هذه البطولة.
وبالعودة إلى "ميسي" فقد وُلدَ ليونيل ميسي في يوم الرّابع والعشرين من شهر حزيران 1987 لوالدته سيليّا ماريّا كوتشيتيني، ووالده خورخي هوراشيو ميسي، في مدينة بززاريوفي الأرجنتين، حيثُ نشأ في مدينة روزاريو الأرجنتينيّة، وهي أكبرُ مدينةِ في مقاطعة سانتا وسط الأرجنتين.
ميسي من أصل إيطالي وإسباني من جهة والده من خلال أجداده - أوزيبيو ميسي وروزا ماريا بيريز، ومن بين جميع أفراد العائلة، كانت جدّته سيليا أوليفيرا كوتشيتيني هي الوحيدة، في ذلك الوقت، التي أرادت رؤية ميسي لاعب كرة قدم، ولهذه الغاية، اصطحبت الطفل الذي كان يبلغ من العمر 5 سنوات فقط، إلى أول حصة تدريب على كرة القدم في نادٍ محلي يسمى "غراندولي"، وفي أثناء وجودها هناك حثت حفيدها قائلة له وفقاً لما ذكره LifeBogger: "ليونيل، في يوم من الأيام، ستكون أفضل لاعب كرة قدم في العالم.
ورغم النجاح المبهر الذي حققه ميسي في بداياته، فقد حان الوقت الذي شعر فيه بأنّ أحلامه الكروية قد تلاشت، وذلك عندما تم تشخيصه بنقص هرمون النمو عندما كان في الـ11 من عمره، ودون أن يأخذ العلاجَ المناسبَ فإنّه لن يتمكن من تحقيق أحلامه.
من حُسنِ حظِّ ليونيل ميسّي، أنّهُ حصل في النهاية على فرصةٍ ليس فقط لمتابعة مسيرته الكرويّة، ولكن للحصول على العلاج الطبيِّ الذي يحتاجه.
قرّر برشلونة منحه فترة تجريبية، ثم عرض المدرب كارليس ريكساتش عقداً على ميسي مكتوباً على منديل، وشمل ذلك دفع ثمن علاجه، وفقاً لموقع Sports Casting.
ويقول ليونيل ميسي عن تلك المرحلة: "لقد قدمت كثيراً من التضحيات من خلال مغادرة الأرجنتين، تركت عائلتي لبدء حياة جديدة، لكن كل ما فعلته، فعلته من أجل كرة القدم، ولتحقيق حلمي، لهذا السبب لم أخرج للاحتفال أو أفعل الكثير من الأشياء الأخرى".
يملك ميسّي مؤسسة سمّاها باسمه، وتعمل المؤسسة على توفير أموال للأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم بأمراض في إسبانيا تغطي تكاليف النقل والمستشفى والاستجمام. كما كان ميسي سفير النوايا الحسنة لليونيسف في عام 2010، وعمل من أجل دعم حقوق الأطفال.
في عام 2013، تبرع ميسي بمبلغ 600 ألف يورو لترميم مستشفى للأطفال باسم مستشفى "فيكتور جي فيليلا للأطفال" بمسقط رأسه في روزاريو، وقد تم استخدام المبلغ المتبرع به بشكل أساسي في استعادة وحدة الأورام بالمستشفى ودفع تكاليف سفر الأطباء إلى برشلونة للتدريب.
حتّى مارادونا الأسطورة التاريخية لا يمكن أن يقارن بميسي، الذي ورغم تقدمه في السّن إلا أنه لا يزال يشكّل الطرب الحقيقي لعشاق المستديرة حتى لو لم يكونوا من مشجعي منتخب التانغو، وهو شخصية عالمية في التاريخ الحديث للّعبة، تثبت أنَّ الإرادة تفعل المستحيلات وأنَّ الظروف مهما اشتدّت، يمكن لها أن تكون نبراسًا، لأولئك الذين صمموا على بلوغ مآربهم مهما كلّف الأمر.