أماني النّجار _ خاصّ الأفضل نيوز
فازت الأرجنتين في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 3 مرّاتٍ في الأعوام 1978 و1986 و2022 وكان ترتيبها الثاني عامي 1930 و1990 و2014. ووصلَت إلى دور الرّبع النهائي أعوام 1966، 1978، 2006، 2010. فازَت الأرجنتين ببطولة كوبا _أمريكا 15 مرة محقّقةً الرقم القياسيّ مناصفةً مع منتخب الأوروغواي.
يُعتبر المنتخَب الأرجنتيني من أقوى المنتخَبات على السّاحة العالميّة ويضُّم العديد من النّجوم في صفوفه الذين يلعبون في أقوى الدوريات الأوروبيّة.
تسلم ليونيل سكالوني مهمة تدريب المنتخَب خلَفًا للمدرب خورخي سامباولي. ومِن أبرز اللّاعبين الحاليّين ليونيل ميسي الذي تُوّج بجائزة الكرة الذهبية 7 مرات، وأنخيل دي ماريا الذي يلعب لنادي يوفنتوس الإيطالي.
تجربة ليونيل سكالوني الأولى كمدرّب لا تُنسى حقًّا، أمام رفض العديد من المديرين المعروفين لهذا المنصب، تولى مسؤولية تدريب مُنتخب الأرجنتين بشكلٍ مؤقت بعد أن تُوّج بلقب بطولة لالكوديا تحت 20 سنة في 2018. نجح في ضخ دماء جديدة كانت ضروريّة لكتيبة لا ألبيسيليستي وكسب ثقة اللاعبين والمسؤولين، وقدّم عروضًا جيّدة في كوبا أمريكا 2019 على الرغم من إقصائه في الدور قبل النهائي ضد البرازيل. فقد كان ذلك أساس لكل ما أتى لاحقًا.
بعد عام من اعتزاله كرة القدم، شعر ليونيل سكالوني بفراغ هائل من الصّعب تجاهله، فقد افتقد الظهير السّابق لنادي وست هام يونايتد كرة القدم، إلى درجة أنه كان على استعداد للتواصل مع مسؤولي نادي سون كاليو للهواة، والمجاور لمنزله في جزيرة مايوركا، ليُخبرهم بأنه على استعداد للعمل مع الناشئين بالنادي إذا كان ذلك ممكنًا!.
وقد حدث ذلك بالفعل وتولى سكالوني تدريب الناشئين في نادي الهواة في عام 2016. وبعد إحدى الحصص التدريبية، سمع سكالوني بعض التقارير التي تُشير إلى أن ليونيل ميسي قرّر اعتزال اللعب الدوليِّ مع منتخَب الأرجنتين. لم يُصدّق سكالوني ذلك، ونشَر صورة لزميله السّابق من المباراة النهائية لكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) مصحوبة برسالة يائسة تقول: "هذه الصورة تقول كلَّ شيء... لا تذهب يا ليو".
وبعد تأكيد تولي سكالوني زمام الأمور في التصفيات والمنافسة القارية التي تأجّلت بسبب فيروس كورونا لعام 2021، تمّكن من بناء مجموعة صلبة مع لاعبين جدد يقدّمون الغالي والنفيس من أجل منتخَب بلادهم وعازمون على بذل كلِّ جهد مُمكن لتحقيق اللقب الذي ينتظره قدوتهم ليونيل ميسي منذ زمن طويل. فقد عثر سكالوني تباعًا على العناصر المثالية على طول الطريق: تثبيت إميليانو مارتينيز بين الخشبات الثلاث، تعزيز مكانة كريستيان روميرو في الدفاع، تحويل لياندرو باريديس إلى لاعب وسط، تطوير لاوتارو مارتينيز إلى هداف، واستعادة أنخيل دي ماريا كلاعب يصنع الفارق.. كانت من القرارات الصائبة التي اتخذها من على دكة البدلاء.
بتواضع دائم، تُوّج بطلاً لكوبا أمريكا وفاز بكأس "لا فيناليسيما". هذا المدّرب الذي لم يراهن عليه كثيرون كان هو المسؤول عن وضع حدّ لجفاف الأرجنتين من حيث الألقاب، وبنفس الوصف، استطاع رفع كأس العالم في قطر. ووصل الأمر إلى درجة تجديد عقد سكالوني مع المنتخَب الأرجنتيني حتّى عام 2026.