الدكتور يوسف الصميلي - خاصّ الأفضل نيوز
كانت المملكةُ العربيةُ السعودية الأسبوع الماضي محورَ اهتمام العالم، حيث انعقدت قمةٌ عربيةٌ صينيةٌ كان لها تفسيراتٌ كثيرة في الصحافة العربية والعالمية، وكان وليُّ العهد الأمير محمد بن سلمان قد تصدرَ أنباءَ هذه القمة مع الزعيم الصيني.
منذ أن أعلنَ الأمير محمد بن سلمان خطةَ السعودية 2030، وهو حديثُ العالم بالقفزة النوعية التي حققها للملكة العربية السعودية، ثم جاءت قرارات أوبك بلاس بتخفيض إنتاج النفط بدلاً من زيادته، لتجعل من العلاقات السعودية الأميركية موضع تساؤل، لكن العولمة التي دارت على الكون كله، جعلت من مصالح الدول عنواناً للعلاقات الثنائية، وتالياً فإنَّ دولة اقتصادية كبرى ضمن مجموعة العشرين كالمملكة، أوضحت الفارق بين العلاقة العميقة التي تربط الرياض وواشنطن، وبين علاقاتها بالدول الأخرى التي تحكمها المصالح الاقتصادية والتجارية، فالمملكة مدت جسورها إلى الدول ذات الاقتصاد الواعد، كالصين والهند والبرازيل، وتعمل على تنويع مصادر دخلها بحيث لا يعود النفط وحده محرك اقتصادها، وتقوم بورشة عمل داخلية لتجديد البنى التحتية، وتستحدث الموانئ على شواطئها المديدة لجهتي البحر الأحمر والخليج العربي، وتؤسس لاقتصاد متكامل منتج، يستوعب طاقاتها الشبابية التي تصل إلى 65% من عدد السكان.
من المؤكد أنَّ واشنطن، والغرب معها، لا يستسيغان الانطلاقةَ السعودية، ولا يرغبان بأن يكون لديها اكتفاء ذاتيٌّ في أي مرفق حيويّ، ويضغطان لاستمرار الاقتصاد الاستهلاكيِّ وقد لا يفهمان أنَّ الجيل الجديد، هو الذي درس في الغرب، وعرف بناه الإدارية والتربوية والصحية وغيرها، ويريد أن تلحق بلاده بركب النهضة الحديثة، وأنه إذا كانت قد فاتته عصور البخار والصناعة ورأس المال في القرون الثلاثة الماضية فلن يفوته عصر العولمة والعالم الرقمي وثورة الاتصالات والمعلوماتية، وهذا عالم عرفه عن كثب ولا يريد أن يكون متلقياً له دون القدرة على استثماره.
لقد حجزتِ السعودية بهمة جلالة الملك سلمان ووليِّ العهد الأمير محمد بن سلمان مقعدها المتقدمَ في عصر العولمة، ووضعت الخطط المناسبة لذلك.