أماني النّجار _ خاصّ الأفضل نيوز
في نهاية كلّ عام، ينتظرُ اللّبنانيّون الأعياد المجيدة لينزعوا عنهم عَناء السّنة التي سبقت، مِن خلال الاحتفالات والزّينة وغيرها من مظاهر الفرح.
أمّا هذا العام، فكان مختلِفًا عن السّنوات التي مضَت، مثلًا في مدينة زحلة، اقتصرَت الزّينةُ على إضاءة أجزاءٍ من شوارِع المدينة، حتّى لا تمرُّ ليلة عيد الميلاد المجيد مِن دون بصيصِ نور. قبل أيّام من ليلة الميلاد، اشتعلت صفحات وسائل التّواصل الاجتماعيِّ بخبَر تكّفل الفنان وائل كفوري بإنارة شارع الذي سُمّي على اسمه (وائل كفوري)، هذه التّسمية أتت بعد مبادرات تربوية لِ "كفوري" من خلال تعاطفه مع تلاميذ مدارس زحلة.
وفي حديثٍ للأفضل نيوز مع الفنان وائل كفوري قال: "أعايد الجميع وأتمنى لهم الخير، وعسى أن نلتقي في الأعوام القادمة في ظروفٍ أفضل، ففي هذه الظروف الصّعبة، لا إحساس لدى النّاس ببهجة العيد، لذلك قرّرتُ أن أُدخِل الفرح إلى قلوب النّاس عبر هذه المبادرة المتواضعة، ألا وهي زينة الشّارع الذي أسمته البلديّة باسمي، وأشكرها من قلبي".
إنارةُ "شارع وائل كفوري"، شكّل بقعة ضوء جديدة، انضمّت إلى بُقع أُخرى أُضيئت في المدينة، فمثلًا الاحتفال في الزّينة الميلاديّة في مبنى مستشفى تل شيحا بمبادرة من مؤسّسة جوزيف طعمه سكاف، فبدَت المستشفى كمنارة مشعّة على التّلة المشرفة على زحلة والبقاع.
لم يعُد الحصول على لقب "أجمل زينة ميلاديّة" من أولويّات البلدات اللّبنانيّة هذه الأيّام. فالأزمة الاقتصاديّة، وانهيار اللّيرة اللّبنانيّة أمام الدّولار، أرخيا بظلالهما على أجواء عيد الميلاد وزينته. ولكن، رغم هذا "الاختناق" المالي، بدأت بعض البلديّات تعدّ العدّة تحضيرًا لتزيين شوارعها. في هذا السيّاق، تحدّثنا مع رئيس بلدية زحلة _ المعلّقة وتعنايل المهندس أسعد زغيب الذي قال: "إنّ الضوء صار همًّا للكثيرين في زحلة كما في لبنان عمومًا، والانتقال للجوقات الميلاديّة إلى القصر البلدي لم يكن لتعريف النّاس على المبنى التّراثي، إنما خلفياته ماليّة وتتعلّق بمحاولات البلديّة للتّقليل من نفقاتها في تأمين الرّعاية لإحياء الريسيتالات في قاعات الكنائس".
وأضاف زغيب: "الهدف من تزيين القرية الميلاديّة في حديقة الشّعراء المعروفة بِ "منشية زحلة"، هو تحفيز مبادرات فرديّة، وتعريف النّاس على منتجات صنعَت بأيادٍ زحلويّة، فهي محاولة دعم لكل مَن يُحاول أن يستخرج فرصة من الأزمة، خصوصًا بعدما تعزَّز الإقبال على ما يُعرَف بال HOME MADE، كبديل عن المنتوجات الباهظة المستوردة، علّها تكون فرصة للانطلاق باستثمارات أكبر في المستقبل".
ليالي الأعياد المجيدة ستُحيا من خلال "جَمعة" العائلات، ورَسم البسمة على وجوه أهالي زحلة؛ لِتخفي مرارتهم. هذا ما أكدّه لموقعنا الأستاذ جان عرابي (عضو في بلديّة زحلة) الذي قال: "هذه الزّينة كنّا نستخدمها في السّنوات التي مضت، وهذا العام نستخدمها أيضًا؛ بسببب تكلفة الزّينة الباهظة وميزانيّة البلديّة لا تكفي لشراء معدّات جديدة، وليس هناك دعم لنا".
كلّ الظّروف المحيطة بنا تدفعنا إلى القنوط والتّخلي عن الاحتفال بأجواء الأعياد السّنوية، ولكنَّ اللّبنانييّن متمسكّون بخيوط الأمل، منتظرون صوت الجرس؛ ليأنسوا به، ويشعروا بالحنين والارتياح. والسّؤال هنا، متى سيُقرع جرس الهِداية، ويُرخي حبله عن الدّولار المحكِم قبضته على حياة المواطنين؟.