زياد العسل_ خاصّ الأفضل نيوز
يتطلّعُ اللبنانيون إلى بصيصِِ أملٍ وسْطَ كلِّ الانهيارات الكبرى على أكثرِ من صعيدٍ، في ظلّ قلقٍ جديّ على الأمن الاجتماعيِّ الذي يمكن لهُ أن ينفجر، معطوفًا على رماد تحت نار الصّراعات السياسيّة والطّائفية والمذهبيّة، التي تشْحَنُ قلوب اللبنانييّن، رغم الكلام اليومي الذي نسمعُهُ على الوحدة والعيش المشترك وجمالية التّركيبة اللبنانيّة، وسواها من مصطلحات غير موجودة سوى في الخطابات الوطنيّة.
في هذا الإطار، أطلّت مجموعةٌ في الآونة الأخيرة بعنوان"جنود الرّب" وهي ظاهرةٌ جديدة ما زالت غريبة، إذ تعتبرُ تنظيمًا يتحدث كثر عن أنَّ تأسيسَه قد يكون مقدمةً لأمور ما تحدث على الساحة اللبنانية، وفي المعلومات، إنّها مجموعةٌ من الشّباب المسيحيين، بدأت من خلال فكرة شخصٍ يدعى جوزيف منصور، وقد وصلَ عديدُ المجموعةِ إلى ما يقارب ال٣٠٠ شاب إلى غاية اللّحظة، ويتّخذون من الصّليب شعارًا لهم. بتمويلٍ من رجلِ الأعمالِ أنطوان الصِّحناوي، وهم يعادونَ كلَّ ما هو علمانيٌّ ويساريٌّ وشيوعيٌّ، إلى جانبِ معاداتهم الواضحة للّاجئين الفلسطينيّن و السّوريين، ووفقَ المعلوماتِ إنّ التنظيمَ يحظى بمباركةٍ دينيّّةٍ ورعايةٍ سياسيّةٍ من قوى فاعلةٍ ومؤثّرةٍ في المنطقةِ بشكلٍ ملحوظ.
الأبْ طوني رزقْ، وهو من الوجوهِ البارزةِ جدّا والرّاعيةِ للجماعةِ والمؤسّسّةِ لها، يقولُ أنَّ الجماعةَ هدفُها المركزيّ الالتزامُ بالعقيدةِ المسيحيّةِ والصّلاة، وليسَ هناكَ من حركةٍ منظّمةٍ للجنود، وليس هناك من مظاهرَ مسلّحةٍ مطلقًا في إطارِ عملِ جنودِ الرّب وفقَ رزق.
هذا المشهدُ يطرحُ أسئلةً كبرى، تتمثّلُ في ماهيّةِ الأسبابِ الّتي دفعتْ هذه المنظّمة الى إطلاقِ عملِها في هذه اللّحظة، وعن الرّؤية والأهداف الحقيقيّة الكامنةِ وراء المجموعة، وكيفيّة مقاربة القضايا الوطنية والسّياسية العالقة، ولعلّ الأبرزَ في سؤال هذه المجموعة هو عن مقاربتها لملفِّ المقاومة وحزب الله، وهو الأمر الأساس في كلِّ هذا الطّرح، فهل يكون مشهدُ جنود الرَّب عابرًا؟ أم أنّ الأيامَ المقبلةَ ستكشفُ أن ثمّّةَ ما هو خطيرٌ يُحضَّرُ للبنان، وقد يكون ما يشبِهُ الnew 1975 للإجهاز عليه وإطلاق الرّصاصة الأخيرة على شعبِه الذي أنهكتْهُ الحياة؟.