زياد العسل_خاصّ الأفضل نيوز"
حيثُ توجّهتَ في هذه الأيام الأخيرة من عمر العام، سمعت الكلمة عينها: "ينعاد عليكم بظروف أفضل"، وكأنّ الناسَ من شتَّى أقطار هذا الوطن، قد سئموا كلّ شيء، وباتوا يمنّون النفسَ بأن يحملَ لهم القادمُ من الأيّام ما يحسّنُ ظروفهم الحاليّة، وما يعيد الحياةَ إلى ما كانت عليه، فما حدثَ للّبنانيين في السّنوات المنصرمة، أمرٌ لا يصدّقه عقل بشريّ.فماذا عن عام 2023؟.
يقولُ الدكتور الكويتيّ صلاح الرّاشد (المتخصّصُ في علم النفس والطّاقة البشريّة)، "إنَّ من الجنونِ الطّلب أن تتغيّر معطياتُ الحياة لإنسان ما، دون أن يغيّرَ في قناعاته ومفاهيمِه ورؤاه للعالم، فالتّغييرُ في العالم الداخليِّ هو الأصل، ومن ثمَّ يتبعه تغييرٌ في العالم الخارجيّ"، "والعالم، وفق الراشد، هو مرآةٌ لما في داخل النَّفس والعقل البشريِّ والأفكار المسيّرة لإنسان ما، وحتّى ينعكس ذلك على المرآة يجبُ أن يحدثَ في العالم الداخليِّ للإنسان".
تحدّثتُ عمّا قاله الراشد، لأنطلقَ منه الى القول: "إنّ المنتظرين لأن يحدث التغيير بعد سنة أو سنتين، سيبقون ينتظرون الى الأبد، والسنوات عندما تتغير بالأرقام، لا يعني ذلك تغيّرها بالاحداث، حتى يقعَ الفعل المركزيّ للانسان الراغب في التّغيير نفسه، ولذلك أليس من المنطقيِّ أن نسألَ أنفسنا يومَ الحادي والثلاثين من هذا الشّهر، عن رؤيتنا وأفكارنا وقناعاتنا، وما غيّرناه حقّا في ذواتنا، قبلَ أن يتغيّر العالم الخارجيّ؟.
فرصةٌ جديّةٌ لنا، لنعبرَ إلى حيثُ يجب أن نكون، تاركينَ وراءنا هذا الحملَ الثقيلَ من القناعاتِ البالية، والرّواسب الموجودة في لا وعينا، والأفكار التي لا يمكن أن تغيّرَّ شيئًا سوى أن تكرّرَ السنوات، وأختمُ بقولِ الشاعر الفلسطينيّ الكبير محمود درويش:
لكَ شيءٌ في هذا العالمِ فقُمْ ،وكل عام وأنتم إلى التّغيير أقرب!.