أماني النّجار _ خاصّ الأفضل نيوز
عادت طوابيرُ سيّارات البنزين في لبنان تصطفُّ أمام محطات الوقود، وتمتدُّ على مسافة كيلومترات. هذا المشهد أعاد اللبنانييّن بالذاكرة إلى الأشهر الماضية، حين واجهوا أزمةَ شُحٍّ بالبنزين وإغلاق المحطات قبل رفع الدعم عن المحروقات. وإن تشابه المشهدان، إلّا أنّ الحالَ الآن يختلفُ عمّا قبله، فطوابيرُ السّيارات اليوم تعود إلى انخفاض أسعار المحروقات لأكثر من ١٢٠ ألف ل.ل. فعمدَ أصحابُ المحطّات على الإقفال كي لا يتكبّدون الخسائر.
قبل أمس، صدرَ الجدولُ الجديدُ لأسعارِ المحروقات، حيث انخفضَ سعرُ صفيحةِ البنزين 95 أوكتان 200 ليرة وصفيحة 98 أوكتان 300 ليرة. في هذا السّياق، تحدّثَ موقع الأفضل نيوز مع السيّد فوزي فيصل (صاحب محطّة بنزين في ضهر البيدر) الذي قال: "ما حصلَ هو أنَّ حاكمَ مصرف لبنان أصدرَ قرارًا بإعطائنا الدولار على سعر صيرفة المحدّد ب ٣٨ ألفًا لكلِّ دولار ، وبناءً عليه حدّد وزيرُ الطاقة جدول الأسعار الجديد، وذلك قبل حصولنا على الدولار بهذا السعر؛ لأنه بحسب طريقة العمل مع المصارف نحتاج ليومين لنحصل عليه، وهذا ما يكبّد المحطات خسائرَ لا يستطيعُ معظمُ أصحاب المحطات تحمّلها، وبالتالي استمرَّ بعضهم بالبيع بالسعر القديم دون تخفيض، وبعضهم الآخر توقفَ عن البيع، فيما استمرَّ القليل بالبيع مثلي أنا، فتشكّلت الطوابيرُ أمام المحطات التي التزمت السّعر الجديد".
وأضافَ فيصل: "بعد أن تكلّمنا مع الوزير وعدنا بجدول جديد للأسعار اليوم في ٢٩ كانون الأول يحمل زيادةً بالأسعار حوالي ال ٧٠ ألف ليرة لكلِّ صفيحة بنزين ومازوت، لذلك أتوقعُ أن تعاود جميع المحطات البيع اليوم بدءًا من ساعات الظهيرة وبعدها".
بعضُ أصحاب المحطّات مَن لم يلتزم بالتّسعيرة الجديدة، وبعضهم الآخر أقفل أبوابه. سأل موقعنا أحدَ المواطنين الذي ينتظر أمام محطّة حجّار عن سبب عودة الطوابير فقال: "إنّ معظمَ المحطات أقفلت ومنها من خفّض ٥٠ ألف ل.ل. بدل عن ١٢٠ ألف ل.ل. ما اضطرنا للمجيء إلى هنا؛ لأنّ صاحبَ المحطة يلتزم بالتسعيرة الجديدة".
هؤلاء هم تجارُ الأزمات، عند ارتفاع الأسعار يسارعون إلى البيع للاستفادة من هامش أكبر من الربح، وعند انخفاضها يعكفون عن البيع كي لا يخسروا فلسًا واحدًا؛ لأنه على الدوام يجبُ أن يكون المواطنُ وحده الخاسر والمذلول حتى مع تراجع الأسعار.