زياد العسل_خاصّ" الأفضل نيوز"
بالمعنى الوجدانيِّ للكلمة، تمَّ بالأمس إسدال السّتار على الطائف، مع مراسم تشييع رئيس مجلس النُّواب السابق حسين الحسيني، وهو أحدُ العرّابين الكبار لاتفاقّ الطّائف، وهو الدُّستور عينه الذي لم يطبّق، بل بقيَ شمّاعةً هنا وهناك، وتمَّ تحميلُهُ في الكثير من الأحيان، الكثيرَ من موبقاتِ العمل السّياسيِّ في لبنان، والمشهد الدّائر اليوم، يؤكّد بما لا يقبل الشّك، أنَّ الحلّ المركزيّ هو تطبيق هذا الدستور رغم بعض عوراته، إن لم نقلْ اجتثاث هذا النّظام السّياسيَّ الولَّاد للأزمات.
المشهدُ اليوم في حالةٍ يُرثى لها، فالكيديّات السياسية حالت وما زالت أمام الوصول لانتخاب رئيس جمهوريّة، يتبعه حكومة تتشكّل وتنتشل البلاد معها من المآزق الكبيرة، ولعلّ أبرزها هو الانهيار المتمادي في سعر صرف العملة الوطنيّة، والفقر المدقع الذي يلحق باللُّبنانيِّين الذين وصلت نسبة الفقر عندهم لأكثر من 90% من قاطني لبنان، بحيث إنّ الأنانيّات طغت على المشهد، الأمر الذي ينبئ بانفجار كبير قد يطيحُ بالجمهورية عينها، وفي ذلك الوقت لا صراع ولا من يتصارعون.
بالأمس قال لي أحدُ الأطفال أنَّهم يعتمدون على ما تبقى من فضلات للماشية بهدف التّدفئة، ومنذ تلك اللحظة وانا أفكّر مليًّا بكيفية أن تُغمَضَ عينٌ هنا أو هناك، لمن تولُّوا شؤون الرّعية قبل إنجاز الاستحقاقات الدستورية والبدء بوضع البلاد على سكّة الانقاذ.
لم يعدْ همُّ اللبنانيين يتمثل بماهية رئيس الجمهورية المقبل، ولا بقراءته الأيديولوجية لموقع لبنان وما شابه من مصطلحات ثقيلة جدا على مسمع الفقراء "والمعترين" في هذا البلد، فهل يرعوِي أهلُ الأمر؟ أم أنَّ للانفجار بقيّة وتتمّة تنهي الجمهوريّة عينها؟