زياد العسل _ خاصّ الأفضل نيوز
تشتدُّ الأزمةُ الاقتصادية والاجتماعية يومًا بعد يومٍ في لبنان، وسط غياب لبصيصِ أملٍ ينتشلُ المشهد اللبنانيّ، من براثن التّدحرج السّريع، والذي غيّر كل تفاصيل حياة اللُّبنانيين، حتّى بدأنا نرى عودة لعصورٍ، ظننا أنّها قد أضحت من غابرِ الأيّام والأزمان.
بعضُ سكّان القرى في الآونة الأخيرة عادوا لإشعال المواقد بغيةَ طهوِ الطّعام والتّدفئة، وقد ساعدهم لغاية اللّحظة الجوّ الذي لم يبدُ ماطرًا بقوّةٍ بعد، وهذا ما لمستْهُ الأفضل نيوز في حديث مع (سعيد.ق)، الذي يتحدّثُ للأفضل نيوز انّهُ وزوجتُهُ لجأا منذ مدّة، ونتيجةً لغلاء الغاز والمازوت التي لامست صفيحتها المليون ليرة لبنانيّة، لاشعال مواقد حطب ل"تسخين" الطعام والتّدفئة في ليالي الأنس الشّتوية، التي تحملُ من التّراجيديا الشّيء الكثير. ويتابع السيد سعيد، أنهم يأتون بمجموعة من الأحجار المصفوفة بشكل دائري، ويضعون فيها الحطب الذي يجمّعونه، ويتمُّ بعدها وضع "الطنجرة" بغية الطّبخ، وتكون وسيلةً للتّدفئة في الوقت عينه.
هو الأمر عينه تتحدث عنهُ سهى (سيّدة من بلدة راشيا)،حيثُ تؤكدُ أن راتب زوجها لا يعادل شراء ١٠ غالونات من المازوت، والغاز الذي بات شراؤهُ "بيكسُر الضّهر"، وقد صنعوا موقدًا من حديد في الداخل في حال كان ثمة مطرٌ في الخارج، وهو ما يذكّرها بطفولتها وفق تعبيرها.
الموقدُ من جديد، هذا ليس حلمًا أو هذيانًا، بل هو حقيقة مُعاشة في "سويسرا الشّرق" في القرن الحادي والعشرين، حيث ستتحوّل الجلسات عند كثيرٍ من العائلات إلى هذا النحو، فعندها سيتحوّل الحطبُ لجمرٍ للتّدفئة ايضا، بعد أن كان حطبُه للطّهو، ليصبح الشّعارُ المركزيٌّ للشّعب اللبنانيٍّ: welcome to العصر الحجري.