عبير حمدان ـ خاص الأفضل نيوز
تفوّقَ الفنّان البقاعي الشّاب شعلان زين في الإطار الاكاديمي لقناعته أن العلم أولوية ويمكن لمن يمتلك الموهبة الفنيّة خلق توازن بين تحصيله العلمي وشغفه بالفنّ بحيث يسير خطواته بثبات حاملاً شهادته الجامعيّة كضمانٍ لمستقبلِهِ إلى جانب إختياره التّوجه نحو عالم اللّحن والكلمة الرّاقية.
وقّع زين عقداً مع شركة Absolutely Digital بعد أن عرفه الناسُ من خلالِ العالم الافتراضي، وهو الذي نالَ المرتبةَ الاولى في مسابقة " Top Tockers" على تطبيق "تيك توك" التي أطلقتها الشّركة العام الماضي.
ويرى زين أنّ الاستخدام الصحيح لوسائلِ التّواصل الاجتماعي يساهم في إيصال الصّورة الايجابيّة للناس رغم كل ما نراه من شوائب لقناعته بأن البقاء للموهبة الحقيقية.
ويبقى الأملُ بالأفضل من الايام القادمة هاجس جيل الشّباب الذين يسعون لتغيير واقعهم رغم كل الظروف الصّعبة، ولأنهم يستحقّون الدّعم يتحتّم على الإعلامِ الاضاءةَ على مسيرتهم ولو كانت في بدايتها، من هنا كان هذا اللقاء مع الفنان الشّاب "زين" وهو أسمه الفني الذي أطلقته عليه الشركة.
يتحدّث زين عن دراستِه في الدّرجة الاولى، فيقول: "درستُ في الجامعة اللّبنانية ونلتُ إجازةً في اختصاص الكيمياء الحيوية Biochemistry ثم نلتُ شهادةَ الماجستير البحثي في "علم المناعة" Immunology وكنت دوما من المتفوّقين ولم يشكّل الفن عائق أمامي لإكمالِ دراستي بل إنه حفّزني كي أكمل تحصيلي العلمي كي أصل الى مرحلة أتفرغ فيها له، وقد تمكنت من إحقاق التّوازن بين المجالين كخطّين متوازيين لا يؤثّر أي منهما على الآخر."
ويضيف:"قد أكون تأخرت قليلاً للدّخول في مجال الفنّ بشكل جدّي ولكني تمكنت من نيل شهادتي الجامعية لأنها ضرورية بالنسبة لي.
وفي فترة الدّراسة كنت أتمرن على العزف لكي أكون جاهزاً حين أقرر السّير في طريق الفنّ، ولا أخفيك أني كنت أقوم بتلحين الدّرس كي أحفظه سريعاً.
من جهتي أرى أنّ العلم رفيق أساسي للفن وعلى الفنان أن يكون متعلّماً ومثقّفاً مما يساعده في مسيرته وخياراته".
وعن نظرته للفنّ، يقول:"أول خطوة في طريق الفنّ هي الأصعب لأنها المدماك الاساسي التي تحدّد المسير الفنّي بكامله، شخصياً أرى الفنّ كطفلٍ صغير يجب أن نعمل على تربيته برصانة وبطريقة جيدة بعيدة عن الإبتذال كي نراه فيه عندما يكبر.
والأمر الاهمّ كسب محبّة الناس وإن لم يتمكن من كسبها فسيخسر كل شيء، وعلى الفنان ان يؤدّي كل الألوان الفنيّة من طرب وكلاسيكي ورومانسي وجبلي وتراث وأغاني شعبية، وقد يضطرّ أن يقدم لحن تجاري ولكن هذا لا يعني أن يكون الكلام تجاري.".
ويستطرد في إطار متّصل: "اليوم نحن في زمن تتنوع فيه الأذواق وقد تتباين، هناك جمهور كبير يحب الالحان التّجارية ولكن هذا لا يبرّر للفنان القبول بكلمات مبتذلة، من هنا أشدّد على أهميّة المحافظة على الرّزانة والأدب لجهة اختيارات الفنان كونه مسؤول وعليه أن يقدّم للناس النّمط الذي يتماشى مع ذوقهم ولكن ضمن إطار مهذب يعكس شخصيته".
أما في يتعلق بالانتشار يؤكّد: "السوشيل ميديا ساعدتني كما ساعدت الكثير من الأشخاص بحيث أصبح من السّهل على أي شخص يمتلك موهبة إيصالها للناس من خلف الشّاشة بجهد بسيط، بعد أن كان الأمر صعباً في ظل سياسة الاحتكار التي كانت قائمة قبل تطور وسائل التّواصل الاجتماعي وانتشار التّطبيقات المختلفة."
وعن انطلاقته في هذا العالم، يقول: "بدايةً انطلاقتي كانت ضمن مجتمعي حيث كنت أؤدّي الاغاني وأصورها وأنشرها وأعترف أني كنت بليداً بعض الشيء في ما يتصل بالحضور على السوشيل ميديا وأشعر بالندم على ذلك، ولكن في النّهاية هذا العالم المتطوّر هو الذي أوصلني الى الناس حيث اشتركت بمسابقة "توب توكر" Top Tockers" على تطبيق "تيك توك" والتي أطلقتها شركة "ابسلولتلي ديجيتال" Absolutely Digital الموجودة في دبي تحت إشراف الاعلامي هشام حداد وحصدت المرتبة الاولى ومن بعدها استضافني حداد في برنامج "لهون وبس" مع أثنين من الرّابحين، وهو يدعمني الان للسّير في طريق الفن كما أني وقّعت عقد مع الشّركة المذكورة".
ويختم:"برأيي الاستخدام الصّحيح لهذه المواقع يفتح أبواب النّجاح للجميع وبشكل عادل، قد يكون هناك بعض الشّوائب ولكن في النّهاية من يمتلك الموهبة الفعليّة وحده قادر على الاستمرار والناس تستطيع التّمييز بين الجيّد والسّيء رغم كل التّرويج المضاد للفن الحقيقي، وبالطبع الاعلام يلعب دور كبير في مسيرة أيّ فنان شرط أن يتّسم بالمصداقيّة والموضوعيّة بعيداً عن منطق المحسوبيّات".