محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
لن يخرج أحد من المكونات السياسية التي ستلتقي مع نواب كتلة الاعتدال ليقول بأنه لا يريد لا التشاور ولا التحاور ولا محاولة الاتفاق على إنهاء الفراغ الرئاسي، فهذه المسألة من البديهيات، ولكن في المضمون فلا مكان للمشاعر الإيجابية، فالتفاؤل لا يكون باستخدام "الكلام الوطني" المعسول، فهل تغير أمر ما لنتمكن من إنهاء الفراغ الرئاسي؟
بحسب معلومات "الأفضل نيوز" كان يفترض أن يلتقي نواب كتلة الاعتدال مع نواب كتلة الوفاء للمقاومة يوم غد الأربعاء، وبعد اللقاء سيكون للحزب موقف متقدم أيضاً عنوانه الإيجابية والدعم للمبادرة ومن أطلقها، ولكن بحسب مصادر متابعة فإن كل هذا لا يؤدي إلى انتخاب رئيس في نهاية المطاف، وما عجزت عنه دول لن تنجح به مبادرة نيابية لكتلة الاعتدال، وهي المشكورة على تحريكها للمياه الراكدة.
حتى الساعة، لا يمكن الحديث عن تطور نوعي على مستوى الملف الرئاسي، نظراً إلى أن الأفرقاء المحليين مستمرين بالخوض في موضوع المواصفات والعموميات، بينما لا يبدو أن أياً منهم في وارد تقديم تنازلات نوعية تقود إلى الاتفاق على الاسم الرئاسي، ما يذكّر بالجدال الذي كان قائماً طوال الفترة الماضية حول مواصفات الرئيس.
في المقابل، لا يزال التركيز الخارجي على احتواء التوتر في الجبهة الجنوبية، بسبب أولوية هذا الملف على غيره من الملفات، من دون تجاهل التطور المرتبط بالحديث عن خلافات أو تبانيات في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة الخماسية، الأمر الذي من الطبيعي أن يؤثر على الجهود التي يبذلونها في هذا المجال، والتي لم تصل إلى مرحلة طرح مبادرة جدية واضحة المعالم.
وأيضاً، صحيح أن الحوار السعودي – الإيراني يتقدم، ولكن أولويته في حرب غزة اليوم، واحتمال انتقالها إلى لبنان أيضاً، بظل وجود رسائل جدية حول هذا الموضوع، سواء كان من خلال عدم انعكاس الهدنة في غزة على لبنان، أو ما بعد حرب غزة وهو الأمر الخطير.
كذلك هل تم الاتفاق في لبنان، أو بين اللبنانيين والدول الراعية للملف الرئاسي والتسوية ككل، على اسم رئيس الحكومة المقبل وآلية عمل الحكومة؟ وهل تم الحديث عن السلة المتكاملة التي تشكل شرطاً أساسياً وضرورياً من أجل نجاح الرئيس المقبل، ولا يكون مصيره محتوماً بالفشل كما حصل مع العهد السابق؟
كل هذه الأسئلة تجد إجابة واحدة وهي أن شيئاً لم يتغير حتى يصبح الحديث عن انتخاب الرئيس أكثر جدية، لذلك تقول مصادر رفيعة أن الإيجابيات بالشكل، والتشاؤم بالمضمون" هو سيد الموقف حتى اللحظة، ونجاح المبادرة قد يحصل بصيغة واحدة وهي أن تكون تمهيداً لحدث أكبر يؤدي الى انتخاب رئيس، وبوادر هذا الحدث ليست ظاهرة بعد.

alafdal-news
