د. علي حمية - خاص الأفضل نيوز
كثرت التساؤلات عن اليوم التالي للحرب، ومن المنتصر، فهل سيكون هناك يوم يلي الحرب؟ الا يعقل ان الحرب ستستمر الى أجل غير معروف المعالم؟ ونهايتها إما إعلان دولة إسرائيل دون فلسطين أو على الارجح دولة فلسطين على كامل ارض فلسطين التاريخية. وإلا، لماذا الانسحاب من غزة في العام 2005 والعودة إليها 2023/2024؟ هل ظروف الأماكن والأزمنة تغيرت؟ هل من كسر للمعادلات ونشوء أخرى بديلة وجديدة؟.
ولكن السؤال حول ماذا في اليوم التالي للحرب ساذج جدًا والعدو لا يعرف إلى الآن ماذا في هذا اليوم الحاضر.
لربما التكلم عن استراتيجية اليوم التالي دون معرفة إنهاء استراتيجية اليوم الذي نحن فيه، يعني أخذ أنفاس واستكمال الاستعدادات لفرز العالم حول الحرب الفاصلة.
كما أن ذاك اليوم التالي هو أحجية أم تركيز من العدو بمساعدة الغرب ودول التطبيع مباشرة!! وذلك لقلب معادلة الفوضى الموجودة داخل العدو بعد فقدانه لاستراتيجية اليوم التالي لنقله وقلبه على الداخل الفلسطيني والعربي والشرق أوسطي.
ألم يتعلم الأعراب بعد أن كذبة السلام هي في الحقيقة استسلام، وهذا ما قاله رئيس العدو الاسبق آرئيل شارون عن المبادرة العربية التي عقدت في قمة بيروت 2002 بأنها وثيقة استسلام عربي وأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه.
لقد عجز العدو الإسرائيلي والأمريكي معه عن معرفته بقوة لدى حلف المقاومة فكيف بالذي لا يعرفه بعد، حيث أنها لم تحن مراحل الحرب وتوزع الجبهات والسيطرة على اتساع الدوائر وحرب المسافات والدماء بالدماء.
بعد نجاح أمريكا بنقل الحرب من أوروبا عبر تأجيلها وافتعال الأزمات في الشرق الأوسط بافتعال حجة، أو التهيئة لها، أو انتظار حجة لتضخيمها وتسعير نار فيها لا تنطفئ، ولكن لماذا؟ وهي تتحكم بالممرات المائية كما بصادرات النفط، إلا أنها لم تكتف بذلك بل إنها بدل التحكم تريد الاستحكام والسيطرة المطلقة عليها من خلال حرب غزة.
لقد ذهل الحلف الإسرائيلي الأمريكي البريطاني ومعهم المطبعين الأعراب بالجبهة اليمنية وقدراتها وثباتها، وبقوة الجبهة العراقية والجبهة السورية، وببأس وصبر وعقل الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، كما أنه لم يقدر الكم الهائل من التقدم الإيراني الصناعي والعسكري.
لقد خرجت غزة عن السيطرة ولحقتها اليمن بقطع طريق باب المندب ولبنان يجابه ويقطع شرايين العقول الالكترونية في جبهة العدو ويستعد لحرب أكبر ونهائية وفلسطين تقاوم من اجل التحرير، أما جبهة العراق وسوريا ربما تفتح على مصرعيها عند اندلاع شرارة الحرب الكبرى في المنطقة.
لربما تستفيق مصر قريبا وتنضم لحلف المقاومة من اجل نصرة فلسطين ولتقلب معادلة الشرق الاوسط، كما وأن إطالة الحرب وتوسعها لربما تشجع حلف روسيا والصين على اعلان فرز العالم لقطبية جديدة من ضمن أولويتها في الشرق الاوسط. فمن يسيطر على الشرق الاوسط يسيطر على قدرات ومقدرات وملاحة العالم، إذا، لماذا لا يكون أهل المنطقة هم اسيادها دون الاحتلالات الامريكية وسيطرتها مع اذنابها؟.

alafdal-news
