جهاد مراد - خاصّ الأفضل نيوز
تصدرت وسائلَ إعلام العدو الصهيوني أخبارُ الشمال العاصفة لدرجة التسليم باستحالة عودة قطعان المستوطنين إلى المغتصبات وفقدان الأمل باجتراح حكومة نتنياهو الفاشية التلمودية حلولا ناجعة لما أسموه "الكارثة" التي لحقت بالأرزاق والممتلكات ناهيك عن العبء المزدوج للتشرد على الكيان والسكان.
أن تسيل هذه التصريحات عن ألسن مسؤولي المغتصبات وسكانها يعني أن استنزاف المقاومة لجيش الاحتلال في هذه البقعة من فلسطين المحتلة والجولان تجاوز عمليا فلسفة حرب الإسناد إلى حرب الإبعاد والإجهاد أي خلق حزام أمني داخل الأرض الفلسطينية المحتلة وهذا ما لم يكن متخيلا أو متوقعا حتى في الأحلام والذي كان المطلب الصهيوني الأول المدرج على طاولة التفاوض غير المباشر بين لبنان و"الدولة العبرية" من الجهة اللبنانية، فتارة يسمى ال 1701، وطورا يسمى شريطاً عازلاً وسوى ذلك من التوصيفات .
أما الإجهاد فهو وضع الجندي الصهيوني تحت وطأة ضغط نفسي وجسدي لا طاقة له على احتماله بعد ستة أشهر من الاستنفار والاستهداف اليومي في أمكنة لم تكن في الحسبان لدرجة اجتماع رئيس هيئة الأركان مع جنوده وضباطه في غابة لا في ثكنة ولا في دشمة ..جيش نظير الأرانب يبحث عن ملاذ في قعر وكر للنجاة من القنص بالكورنيت المطور المخصص للجيوب غير المنظورة.
إن أكثر ما أذهل العدو الصهيوني وكبار ضباطه من المتقاعدين أو المنضوين في الجيش بمهام مختلفة وحتى المراقبين العرب والأجانب هو مسارعة المقاومة للرَّدِّ على الاعتداءات واختيار للأهداف المناسبة الموجعة بقدر عال من الجهوزية والدقة والاحترافية التي تعجز عنها نخبة الجيوش النظامية وآخر الأمثلة الرَّدُّ على جريمة الصويري و بعلبك وجريمة الهبارية بضرب قاعدة ميرون للمراقبة الجوية ومقر قيادي كبير في الجولان ومغتصبة كريات شمونة.
إنَّ وعدَ المقاومةِ صادقٌ وردُّها صاعق والأيام القادمة ستثبت أنَّ جبهة الجنوب رغم صخب التشكيك بجدواها وتحييك المؤامرات ورفع الشعارات الكاذبة حيال تطبيق القرارات الدولية وما شاكل ستكون ببركة دماء الشهداء مفتاح استعادة الحقوق والحدث -الفرصة لانتزاع لبنان مكتسباته من قلب التنين الصهيوني في البرِّ والمياه وعند هوكستين الخبر اليقين سيما وأن عروضه الفضفاضة وإغراءاته لازالت مطوية في أدراج المسؤولين بما لا يخطر ببال، لكن لبنان المقاوم في الميدان والدبلوماسية لا جدال بأن يده هي العليا وسيحصل على كامل حقوقه ويمتلك من أوراق القوة الكثير للضغط على الكيان وإرغامه على الاستجابة للشروط اللبنانية ليبقى شرط وقف جبهة الجنوب مرتبطا بمآلات الأوضاع في غزة .
أما التهديد بتوسعة الحرب على لبنان فتلك مغامرة لا بل مقامرة خوضها سيعجل بمراكمة النقاط زوال الغدة وكل عدة المستعمر من أرضنا، وقادم الأيام سيحمل في طياته مفاجآت في هذا المضمار تجسد فكرة وطني على حق والمقاومة قوة الحق المنتصرة.