د.أكرم حمدان - خاص الأفضل نيوز
بعدما وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بـ143 صوتاً،وأوصت مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر في عضوية فلسطين بالأمم المتحدة بشكل إيجابي،بات السؤال المهم والأساسي هو:كيف تنال دولة أوحكومة جديدة اعتراف الأمم المتحدة؟ وكيف يصبح بلد ما عضواً في الأمم المتحدة؟
الجواب هو في وثائق الأمم المتحدة نفسها حيث ينص ميثاقها على اعتبار الأمم المتحدة "مفتوحة أمام جميع الدول المحبة للسلام التي تقبل الالتزامات الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، والتي ترى المنظمة أﻧها قادرة على تنفيذ هذه الالتزامات"، وتقبل الدول في عضوية الأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة بناءً على توصية مجلس الأمن.
أما مسألة الاعتراف بقيام دولة أو حكومة جديدة،فهو عمل يعود،وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، لسائر الدول والحكومات التي تستطيع وحدها أن تمنحه أو أن تمتنع عنه،وهو ينطوي ضمنًا،على الاستعداد لإقامة علاقات دبلوماسية،لكن الأمم المتحدة ليست دولة ولا حكومة،وهي لا تملك أي سلطة للاعتراف بدولة أو بحكومة،إنما بإمكانها وبصفتها منظمة مؤلفة من دول مستقلة،قبول دولة جديدة في عضويتها،أو قبول وثائق تفويض الممثلين عن حكومة جديدة.
إن ما تقدم يعني أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن فلسطين هو خطوة مهمة ومتقدمة ولكنه يحتاج إلى متابعة لتجاوز الفيتو الأميركي الذي سبق ورُفع في وجه هذا القرار،حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيت إيفانز،أن واشنطن ستعارض مجددًا في مجلس الأمن الدولي طلب فلسطين الحصول على عضوية الأمم المتحدة كاملة،وأن نتيجة التصويت في مجلس الأمن ستكون مماثلة لتلك التي حدثت في نيسان الماضي، أي أن الفيتو الأميركي لا زال جاهزاً،ويُحدثوننا عن تباين وخلافات بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء كيان الاحتلال بن يمين نتانياهو،ليست سوى مسرحية جديدة من الأكاذيب ومحاولات كسب الرأي العام داخل أميركا في زمن الانتخابات والتحولات والمتغيرات التي تشهدها الجامعات الأميركية.
وللتذكير فإن العضوية في الأمم المتحدة تُقبل من خلال الإجراءات التالية: أولاً:تقدِّم الدولة طلبًا إلى الأمين العام ورسالة تتضمن تصريحًا رسميًا بأنها تقبل الالتزامات الواردة في الميثاق.
ثانياً:ينظر مجلس الأمن في الطلب، ويجب أن تحصل أي توصية بقبول الانضمام على أصوات إيجابية لـ ٩ أعضاء في اﻟﻤﺠلس من أصل ١٥ عضوًا، بشرط ألا يصوِّت أي من الأعضاء الدائمين الخمسة - الاتحاد الروسي، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والولايات المتحدة الأمريكية - ضدّ الطلب.
ثالثاً:في حال توصية اﻟﻤﺠلس بقبول الانضمام، تقدَّم التوصية إلى الجمعية العامة لتنظر فيها، ويجب الحصول على أغلبية الثلثين في تصويت الجمعية العامة لقبول دولة جديدة، وبعدها تصبح العضوية نافذة بتاريخ اعتماد قرار القبول.
وهذا يعني أن العثرة الأساسية والعقبة أمام العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، هي الفيتو الأميركي، رغم أن فلسطين هي طرف في العديد من المواثيق المبرمة تحت رعاية الأمم المتحدة، وانضمت إلى العديد من الوكالات المتخصصة والهيئات التابعة للأمم المتحدة كعضو كامل العضوية، كما أنها عضو كامل العضوية في جامعة الدول العربية،وحركة دول عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ، ومجموعة الـ 77 والصين.