د. أكرم حمدان – خاص الأفضل نيوز
استوقفني كلام كبير ومهم لفخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، خلال استقباله الزملاء في مجلس نقابة محرري الصحافة، وفي نفس الوقت يمكن وصف هذا الكلام بأنه خطير جداً.
لا شك أنّ كل ما قاله الرئيس عون خلال اللقاء كان مهماً وله دلالات متعددة ويحمل في طياته أيضاً رسائل مختلفة ومتعددة، ولكن الأهم والأخطر هو المتعلق بـ"بخّ السم" من قبل بعض زوار واشنطن من اللبنانيين، وللأسف أمام مسؤولين أميركيين، في إشارة إلى تشويه صورة العهد وصورة الواقع والحقيقة.
لقد قال الرئيس عون بشكل واضح ومباشر لا لبس فيه، إنّ مسؤولين أميركيين أبلغوه أنّ عدداً من اللبنانيين الذين يقصدون الولايات المتحدة "يبخّون سماً" على بعضهم البعض وهم مصدر الأخبار المسيئة.
وتابع: "لقد أصبح بعض اللبنانيين لا يرحمون حتى أنفسهم، وأنا بتُّ أتسلّم نفياً من الأميركيين لما يُقال. هناك فئة من اللبنانيين همّها تشويه الصورة، وهي لا تقصد الأميركي لتنقل إليه حقيقة الأمر، عليك أن تقول للأميركيين الحقيقة كما هي، لا كما يحب أن يسمعها مثلما يفعل البعض، وهو يقتنع عندذاك".
لا شك بأن كلام عون المباشر والواضح يعكس الانزعاج والاستياء والمرارة لديه تجاه بعض الزوار السياسيين اللبنانيين لواشنطن، الذين يبدو أنهم يحنّون إلى عهد الوصاية، بمعزل عن اسمها أو موقعها، بهدف كسب الرضى وحجز موقع أو دور لهم في المرحلة المقبلة.
فإذا كان رئيس الجمهورية قد تجاهل وقصد عدم تسمية هؤلاء بكلامه، إلا أنه بكلامه هذا أرسل رسالة واضحة لهم بأنه لن يخضع لتمنياتهم، وبالتالي فإن التحريض لدى الإدارة الأميركية، وإدارة الرئيس دونالد ترامب تحديداً، على رئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية بهدف الضغط عليهما لتطويعهما لن يمرّ ولن يحصل.
إن ما كشفه الرئيس عون مهم وخطير في آن، لأنه يعري هؤلاء أمام الرأي العام وحتى أمام الخارج، بحيث يفقدون مصداقيتهم ودورهم وموقعهم الذي يسعون إليه. ويكمن وجه الخطورة في أنه يأتي من شخصيات مؤثرة ولها موقع داخل المجتمع اللبناني، ولكن مع الأسف لا تميّز بين المصلحة الوطنية والمصلحة الخاصة والشخصية. ولا شك أن من هؤلاء من يطوّشنا ليل نهار برفع شعارات السيادة والحرية والاستقلال وبناء الدولة وغيرها من العناوين الرنانة التي باتت مملة وباهتة بعد هذا الكلام لفخامة رئيس البلاد.
أتمنى على الرئيس عون وعلى أي مسؤول تصله هكذا معلومة أن يكشف عن هوية هؤلاء أمام الرأي العام اللبناني لتعريتهم ووضع حدّ لهم وللعب بحياة ومستقبل اللبنانيين على أعتاب قوى الوصاية والانتداب.

alafdal-news



