عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
على مسافة أيام من انعقاد "مؤتمر بروكسل" الثامن حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة أو الذي يتعاطى عملياً قضية اللاجئين السوريين، نشطت المحرّكات اللبنانية كذلك فعلت الخارجية وسط ملاحظة وجود محاولات ضغط متبادلة بين الجانبين، الدولي والمحلي بعضهما على بعض كل في سبيل تسييد أو تسييل أفكاره.
من المشهديات الماثلة، ضغط محلي تتولاه قوى وشخصيات يشمل الدول المعنية في شأن النزوح ويسبق انعقاد "مؤتمر بروكسل"، وسط سريان معلومات حول أن المؤتمر لن يكون ذا فائدة تذكر أو يمكن التعويل عليه في مسار حل ملف النزوح السوري في لبنان أو وضع حجر أساس زمني للبدء في إعادتهم إلى بلادهم وتأمين مساعداتهم هناك. من المشهديات البارزة والتي تأتي بشكلٍ متزامن مع بدء المؤتمر أنشطته، حملات الهدم التي تشنها أو تقوم بها بلديات معينة وطالت تجمعات ومخيمات "غير شرعية" تعود لنازحين سوريين لاسيما في مناطق الشمال والبقاع. ويصادف أن هذه الحملات آخذة في التوسّع تدريجياً وتحصل في بلدات ذات صبغة مسيحية بشكل عام، وتتم بتغطية وتأييد من أحزاب وقوى فاعلة في هذه المناطق في تعبير واضح حول عبورها فوق خلافاتها. أخطر ما في الأمر أن يأخذ المشروع بعداً مذهبياً أو طائفياً يتم تكبيره وسط الجو السائد من قبل مجموعات وقوى ترفض التعاطي مع النازحين من زاوية طائفية أو مذهبية، ما قد يأخذ إجراءات الهدم إلى مكان آخر حيث لبنان مؤهل دائماً لتكبير أي قضية وتحويلها إلى مشكلة تولد انقساماً مضاعفاً، مع التشديد على أهمية حل معضلة النزوح السوري.
الأمر الثاني يتمثل بضغوطات أخرى تقوم بها دول معنية على الدولة اللبنانية في محاولة لكبح الأخيرة عن القيام بأي إجراءات أو طروحات "مثيرة للجدل" تتولى تقديمها خلال المؤتمر. ويهدف هذا المسار إلى محاولة معروفة مضمون ما سيقوم لبنان بطرحه في بروكسل. من الأشياء المهمة أيضاً أو التي تلفت النظر، قيام سفراء غربيين، في محاولة استفهام ما لدى لبنان من خطط لإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم، وهل أن بيروت تنسق خطواتها مع دمشق أم لا. وإذا كان من تنسيق فعلاً، فما هو مستواه أو حدوده، وهل يأتي من ضمن مسار أمني أو يأتي مستتبعاً بمسار سياسي واضح، لاسيما في ظل الانفتاح الذي يبديه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. أضف إلى ذلك أن مجموعة كبيرة من السفراء، بدوا مهتمين جداً خلال الفترة الماضية في تتبع المسار الذي سيعتمده حزب الله تحديداً، لما لدى الأخير من تأثير لدى القيادة السورية، وهل أن الحزب في صدد دعم مشروع إعادة كهذا أم أنه سيكتفي بالإعلان، وهو ما تأثير كلام وموقف السيد حسن نصرالله الذي دعا قبل مدة إلى فتح البحر، سواء على الحكومة وقراراتها أو على قوى بعينها، وهل أن مثل هذا الكلام ينم عن توجه عام لدى الحكومة أم أنه يأتي في سياق إبراز طرفاً أساسياً ممثلاً في هذه الحكومة.