ليديا أبو درغم - خاصّ الأفضل نيوز
أحيا لبنان ومقاومته الذكرى الرابعة والعشرين لعيد المقاومة والتحرير (25 أيار 2000)، الذي شكّل إنجازاً استراتيجيًّا ووطنيًّا، إذ اضطرت دولة الكيان حينها للاندحار من لبنان دون قيد أو شرط أو أي معاهدة تُذكر، إلا أن المفارقة اليوم هي بغياب الاحتفالات عن قرى الجنوب الذي يعاني اليوم من غطرسة العدو ذاته وعدوانه اليومي منذ أشهر ولنفس الأسباب الهيمنة والقضاء على المقاومة، التي لا تزال يدها على الزناد لمواجهة العدو الإسرائيلي وعدوانه، إذ لم يكن ممكناً أن تبقى بمنأى عن مجريات غزة، فهبّت لإسنادها ومناصرتها هي وكل دول المحور موحدة الساحات، وللمرة الأولى، ما نقل الصراع إلى مستوى نوعي متقدم بات يشكّل تهديداً غير مسبوق على الكيان الصهيوني الزائل، الذي يحاول استدراج لبنان إلى حرب شاملة عبر التهديدات التي يطلقها المسؤولون الصهاينة بشكل يومي، ولكن دون جدوى بسبب وعي المقاومة وتوازن الردع الذي يردع الكيان عن القيام بأي عمل عدواني متهور، لأن المقاومة سواء في لبنان أو في فلسطين هي التي تفرض إرادتها على العدو الإسرائيلي بعد ثمانية أشهر، وتفرض سيطرتها على الميدان وساحة القتال.
ما حصل لغاية الآن كبير ونوعي وذو نتائج باهرة أنهكت الكيان وأربكته وأضعفت جيشه وضربت مصداقيته، وهشّمت صورة "إسرائيل"، وأدت إلى تحولات كبرى في الرأي العام العالمي لقّنت الكيان ثلاث ضربات قوية ستهدده بالمزيد من العزلة. هذه الضربات مصدرها قرارات تاريخية للمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل واعتراف ثلاث دولٍ أوروبية بدولة فلسطين، ما جعل القبة السياسية والدبلوماسية التي تساند "إسرائيل" تهتز، إذ بحسب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش فإن قرار محكمة العدل الداعي لوقف "إسرائيل" هجومها على رفح سيُرفع إلى مجلس الأمن الدولي.
في نهاية المطاف أيضاً لا بد لهذا العدو من أن يتجرع كأس الهزيمة والخسارة إذا ما أراد أن يعيد أسراه، الذين بدأت الأجهزة الأمنية والعسكرية تطلب وتُلح على عودة المفاوضات.
يوم التحرير ليس مجرد محطة عابرة في تاريخ لبنان، وإنما هو لحظة إقرار العدو بهزيمته تحت ضربات المقاومين، وتعبير عن إرادة الحياة الحرة والعزيزة لدى اللبنانيين في ظل سيادة حقيقية وتحرير لكامل الأراضي اللبنانية.