د. علي دربج - خاصّ الأفضل نيوز
يومًا بعد يوم تتسع وتتزايد جبهة الرفض داخل الكيان الغاصب، للنهج السياسي والعسكري الفاشل (في غزة وعلى الجبهة الشمالية) لرئيس الوزراء الفاشي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه هذه الأيام، معارضة شرسة على خلفية دعوته لإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأمريكي في 24 تموز الجاري.
وتبعًا لذلك، أعلنت شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية وأكاديمية صهيونية بارزة ووازنة ــــ لها بصماتها الواضحة في المتجمع الصهيوني ـــ استنكارها الشديد لمنح نتنياهو فرصة الحضور الى الكونغرس ومخاطبة المشرعينّ فيه، مطالبين بإلغاء دعوته تلك، كون الرجل بات يشكل خطرًا على مستقبل الكيان الغاصب نفسه.
ومن هي القيادات والشخصيات الإسرائيلية التي طالبت بمنع نتنياهو من الكلام في الكونغرس الأمريكي؟
خلال الأيام القليلة الماضية، كتب كل من: ديفيد هاريل رئيس الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم والإنسانيات، تامير باردو المدير السابق للموساد، جهاز المخابرات الخارجية، تاليا ساسون: مديرة سابقة لقسم المهام الخاصة في مكتب المدعي العام الإسرائيلي، إيهود باراك رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، آرون تشيشانوفر الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2004، وديفيد غروسمان روائي وكاتب مقالات، رسالة احتجاج إلى أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، أكدوا فيها الكونجرس ارتكب خطأً فادحاً بدعوته نتنياهو. وشددوا على أن ظهوره في واشنطن لن يمثل دولة إسرائيل ومواطنيها، بل سيكون بمثابة مكافأة لسلوكه الفاضح والمدمر تجاه الكيان الغاصب.
وأضافت هذه القيادات والشخصيات الصهيونية "نحن نأتي من مجالات مختلفة في المجتمع الإسرائيلي: العلوم والتكنولوجيا والسياسة والدفاع والقانون والثقافة. وبالتالي فإننا في وضع جيد يسمح لنا بتقييم التأثير الإجمالي لحكومة نتنياهو، ومثل كثيرين، نعتقد أنه يدفع إسرائيل إلى الهاوية بسرعة مثيرة للقلق، إلى الحد الذي قد يجعلنا في نهاية المطاف نخسر البلد الذي نحبه.
ورأى كاتبو الرسالة، أنه حتى الآن، فشل نتنياهو في التوصل إلى خطة لإنهاء الحرب في غزة، ولم يتمكن من تحرير العشرات من الرهائن. وعلى أقل تقدير، كان ينبغي لهذه الاستضافة أن تكون مشروطة بحل هاتين القضيتين، بالإضافة إلى الدعوة إلى انتخابات جديدة في إسرائيل. كما لفتوا إلى أن دعوة نتنياهو ستكافئ ازدرائه للجهود الأمريكية لوضع خطة سلام لغزة.
نتنياهو الدكتاتور والمستبد
إضافة الى ما تقدم، وصفت الشخصيات والقيادات الإسرائيلية أعلاه، رئيس حكومتهم بالدكتاتور والمستبدّ، قائلين أنه على الرغم من القتال العنيف في غزة، والخسائر اليومية في الجانبين، يواصل نتنياهو المضي قدماً في إعادة التشكيل الاستبدادي لإسرائيل وكأن شيئاً لم يتغير.
وتحدثوا عن توجيه مبالغ ضخمة من المال بشكل متهور إلى اليهود المتشددين، الذين لا يشاركون إلى حد كبير الأعباء الاقتصادية والأمنية التي يتحملها مواطنو إسرائيل، وخاصة من خلال بقائهم معفيين من الخدمة العسكرية في إشارة الى طائفة الحريديم.
نتنياهو وعرقلة صفقة الأسرى والمسؤولية عن محنة إسرائيل
إلى جانب ذلك أوضح كاتبو الرسالة، أن العديد من الإسرائيليين مقتنعون بأن نتنياهو عرقل الصفقات المقترحة مع حماس ـــ والتي كان من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الصهاينة ـــ من أجل استمرار الحرب وبالتالي تجنب الحساب السياسي الحتمي الذي سيواجهه عندما تنتهي.
كما اتهموا الوزيرين بن غفير وبتسلئيل سموتريش، الذي يحتاج نتنياهو إلى دعمهم للحفاظ على حكومته، بمعارضة وقف الحرب في غزة، حتى لو كان ذلك من أجل هدنة مؤقتة، فضلا عن مطالبتهم الدائمة (أي بن غفير وسموتريش) باحتلال قطاع غزة وملؤه بمستوطنات جديدة، رغم المظاهرات على مستوى البلاد الداعية للإفراج الفوري عن الرهائن، وإنهاء الحرب وإجراء انتخابات فورية، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة بين الإسرائيليين، أن الأغلبية تريد إجراءها فورا أو بعد نهاية الحرب.
وأكدت تلك القيادات والشخصيات الصهيونية، أن" جزءًا كبيرا من الإسرائيليين، فقدوا الثقة في حكومة نتنياهو. فهو برأيهم يتشبث بالسلطة، بفضل الأغلبية البرلمانية الهشة، التي تتجاهل المحنة التي يعيشها عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين نزحوا إلى الجنوب بعد هجوم حماس، وفي الشمال أيضا بسبب الهجمات التي يشنها حزب الله في لبنان، فضلا عن أسر الرهائن، الذين يشكلون قوة عاتية الآن في إسرائيل".
وخلصت الرسالة الى القول أن خطاب نتنياهو أمام الكونجرس، يلائم احتياجاته السياسية. ويعطيه دفعا لدعم قبضته المهتزة على السلطة ويسمح له بالتباهي أمام ناخبيه بما يسمى الدعم الأميركي لسياساته الفاشلة، ويشجعه على استمرار الحرب واستبعاد إطلاق الأسرى. لذلك ينبغي للمشرعين الأميركيين أن لا يسمحوا بحدوث ذلك. وعليهم أن يطلبوا من نتنياهو البقاء في المنزل.