عبد الله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
خفّض البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي سقف خطابه في عظة الأحد (أمس) في مقابل عظة عاصفة اعتبرها حزب الله "تتخطى الخطوط الحمر" بعد توصيف أطلقه الراعي بحق عمليات المقاومة في الجنوب معتبراً أنها "عمليات إرهابية".
الراعي عمل أمس على محاولة إحتواء ما جرى الأسبوع الماضي إضافة إلى القرار المتخذ من جانب حزب الله بوقف الاتصالات والاجتماعات المباشرة مع بكركي.
وقال الراعي: "نصلي اليوم من أجل السلام ومن أجل وقف الحرب في غزة وفي جنوب لبنان، كما نصلي لإله السلام ليمس السلام ضمائر أمراء الحروب.
وأضاف: كم نتمنى لو أن الذين يتعاطون الشأن السياسي يسارعون إلى الاهتمام بشؤون الشعب وينتخبون رئيساً للجمهورية وفقًا للدستور، مضيفاً: "في الحرب الكلّ خاسرون والبطولة في صنع السلام ولسان المفاوضات".
وبمعزل عن اعتبار آخر جملة بمثابة "لطشة"، إلّا أنّ محاولات التهدئة مع الحزب لم تهدأ، على الرغم من أن الضاحية لم تتجاوب معها شكلياً وإن أبدت احتراماً كبيراً لها، "وهو ما يدل على حرص فئة واسعة من اللبنانيين على استتباب العلاقة بين حزب الله والبطريركية المارونية"، إنما بقيت المحاولات "فردية أو شخصية" من دون أي مشاورة أو تواصل مع الحزب.
وفي هذا الصّدد علم "الأفضل نيوز" أن حراك النائب فريد هيكل الخازن صوب بكركي يوم السبت ولقاءه البطريرك الراعي سعى إلى "خفض التصعيد" بين الحزب وبكركي قرئ جيداً من قبل حزب الله، غير أن ما فهم أنها خطوة لم تكن منسقة مع الحزب، والخازن حاول بمبادرة ذاتية منه التوسط مع الراعي ومحاولة استفهام ما يمكن تنفيذه للعودة إلى روحية العلاقة السابقة. وفهم أن الراعي لم يعبر أمام الخازن عن أي مسؤولية تجاه الكلام الذي قاله، غير أنه أبدى حرصاً على عدم الدخول في مشكل مع حزب الله.
ولا بد من الإشارة إلى كون بكركي حاولت جاهدة لملمة المشكلة مع حزب الله من خلال توظيف أدوار مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الموسينيور عبدو أبو كسم، غير أن حزب الله لم يتجاوب أيضًا.
إنما وعلى الرغم من كل تلك الحدة، صنف ظهور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض على قناة "الجديد" وإدلاؤه بمواقف حيال العلاقة مع بكركي ومدى حرص حزب الله (في السابق) عليها، والتأكيد على الاحترام المتبادل مع الصرح البطريركي، والتذكير بوجود "قنوات مفتوحة وحوار دائم"، على أنه عامل إيجابي يؤكد ما خصوصية موقع بكركي بالنسبة إلى حزب الله. لكن ذلك لا يعني أن الحزب في صدد المرور على ما جرى أو قيل أو المسامحة هذا من دون أيّ ردّ اعتبار.
ورغم تأكيد فياض أن "الحزب يريد لقنوات الحوار أن تبقى مفتوحة وما حصل يحتاج إلى احتواء ومعالجة"، غير أنه طالب بمعالجة الكلام انطلاقًا منه أنه تسبّب بـ"جرح في صميم الحزب". وتوصيف الجرح مقصود ودقيق ولا بد لبكركي أن تكون فهمته جيداً، والجرح لا يعالج إلا بمداواة ينتظرها الحزب على شكل مبادرات من بكركي تكفي لإعادة إنتاج خطابها بما يتلاءم والوضع الراهن.
ولا يجب على بكركي إغفال التحولات الجارية على صعيد المنطقة، لاسيما موقف الجامعة العربية من حزب الله وإعلان مساعد أمينها العام السفير حسام ذكي عن قرار الجامعة بإزالة حزب الله من قوائم الإرهاب.
فإذا كان العرب يبادرون في هذا الاتجاه، كيف له التمسك في عبارة باتت تعتبر "من خارج سياق المنطق؟"، ولا تجاري موقف الكثير من المسيحيين.