محمد علوش - خاصّ الأفضل نيوز
يوم السبت الماضي ارتكب العدو الإسرائيلي المجرم مجزرةً جديدةً استهدف فيها المدنيين والنازحين في مواصي في خان يونس، ثم برَّر جريمته بمحاولة استهداف قائد القسام محمد الضيف ونائبه، فكانت النتيجة استشهاد وجرح اكثر من 400 فلسطيني، وصمت العالم عن هذا الإجرام المرتكب بالسلاح الأميركي، وتواطؤ بعض الفلسطينيين.
8 قنابل من نوع "JDAM" المتطورة والفتاكة، ألقاها الجيش الإسرائيلي على منطقة المواصي في خان يونس، وهذه القنابل ذكية، دقيقة، وكانت جزءاً من الصفقة التي كانت معلقة أميركياً وتم الإفراج عنها مؤخراً، وهناك من يقول أن القنابل هي من نوع MK84، الأميركية الثقيلة، بالتالي هي رسالة بارزة بخصوص الموقف الأميركي الحقيقي من الحرب، فطالما أن الأميركيين مستمرون بتسليح إسرائيل بهذا النوع من الأسلحة فهذا يعني ببساطة أن الرغبة الأميركية باستمرار الإبادة الإسرائيلية لا تزال قائمة، وهو ما يُخالف رغبة الرئيس الأميركي بايدن الذي يتهاوى يوماً بعد آخر.
لا يحتاج الإسرائيلي الى تبريرات وحجج لارتكاب المجازر، فهو لم يحتاجها سابقاً في لبنان سوريا وفلسطين ولا يحتاجها اليوم، ولكن هناك من العرب والفلسطينيين من لا يزال مصراً على تقديم التبريرات للعدو، فبعد المجرزة كان بيان الرئاسة الفلسطينية بياناً ساقطاً مستسلماً يُقِم الشرعية للعدو للقيام بالمجازر وإبادة الشعب الفلسطيني في غزة.
هكذا، وبما يُعيدنا الى ذكرى ما جرى في رئاسة حكومة لبنان في العام 2006، ومواقف قوى أساسية في 14 آذار آنذاك، بعد عملية أسر الجنديين الإسرائيليين وشن العدوان الإسرائيلي على لبنان، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية "حركة حماس بتهربها من الوحدة الوطنية، وتقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال شريكاً في تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة بكل ما تتسبب به من معاناة ودمار وقتل لشعبنا".
بعد بداية العدوان الإسرائيلي في تموز 2006 مباشرة حمَّلت في 14 آذار ومعها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة "المقاومة" مسؤولية الحرب، وذهب بعضهم بعيداً في ضرورة أن لا تنتهي الحرب قبل حل حزب الله ونزع سلاحه، وانطلق الإعلام المحسوب على تلك القوى بالتصويب على المقاومة على أنها مشكلة داخلية كبيرة تتطلب الحل، وهو تماماً ما يتكرر اليوم في غزة من قبل الرئاسة الفلسطينية، وفي لبنان أيضاً، إذ تكشف مصادر سياسية متابعة عبر "الأفضل" أن الرئاسة الفلسطينية تعمل مع إسرائيل ومن يدعمها على عدم وقف الحرب قبل تدمير حماس، وبأفضل الأحوال نزع غزة من يدها، وإظهارها بموقع المعادي لحقوق الفلسطينيين والمتسبب بقتلهم.
كذلك يفعل بعض العرب، تماماً كما فعلوا في حرب تموز 2006، يوم حملوا مسؤولية العدوان الإسرائيلي للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وترى المصادر أن موقف الرئاسة الفلسطينية يساهم بتبرير كل جرائم الاحتلال، ويقدم لهم الدعم المعنوي، وأحياناً أكثر من ذلك في الضفة الغربية، لأجل القضاء على المقاومة، وبالتالي القضاء على أي فرصة بالتحرر للفلسطينيين وإسقاط حتى فكرة حلّ الدولتين، فبالنسبة للإسرائيلي لا يوجد ما هو أفضل من موقف فلسطيني داعم لاستمرار الحرب والتدمير والقتل.