ليديا أبودرغم – خاصّ الأفضل نيوز
بدأ الانفتاح العربي والدولي على دمشق يأخذ خطوات متسارعة، أبرزها كان من إيطاليا، عبر تعيين المبعوث الإيطالي الخاص لسوريا ستيفانو رافاجنان سفيراً لها في دمشق "لتسليط الضوء" عليها، مما يجعلها أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق منذ بدء الحرب.
أتى ذلك بعد أن أرسلت إيطاليا و7 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي (النمسا - كرواتيا - التشيك - قبرص - اليونان - سلوفينيا وسلوفاكيا) رسالة إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل طلبت فيها أن يلعب التكتل دوراً أكثر فاعلية في سوريا، عبر تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية.
وبهذه الخطوة تكون إيطاليا قد انضمت إلى ست سفارات لدول في الاتحاد الأوروبي مفتوحة في الوقت الحالي بدمشق، وهي سفارات رومانيا وبلغاريا واليونان وقبرص وجمهورية التشيك والمجر، في وقت لم تُقدم باقي دول مجموعة السبع بعد (الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا،) على خطوة إعادة تعيين سفراء لها في سوريا.
الموقف الأوروبي الجديد، جاء بعد عدة زيارات، قامت بها وفود أمنية وسياسية أوروبية لدمشق، والتي أفضت إلى خلق جو عام، يدعو إلى إعادة النظر في الموقف الأوروبي السلبي، الذي اتخذته دول الاتحاد، بقطع العلاقات مع دمشق، منذ العام 2011.
العنوان الرئيسي للموقف الأوروبي الجديد، هو "اللاجئون"، الذي أصبح يشكّل ضغطاً إضافياً على دول الاتحاد الأوروبي مع صعود اليمين المتطرف في أوروبا المطالب بتشريعات أكثر صرامة بشأن الهجرة وغيرها من القضايا الاقتصادية والاجتماعية الأخرى، في فترة تزداد فيها حدة التوتر في المنطقة، الأمر الذي يهدّد بتدفق موجات جديدة من اللاجئين.
إلا أن دور المبعوث الإيطالي إلى سوريا قد يختلف عن المبعوثَين الألماني والأميركي اللذين اقتصرت مهامهما على دعم المعارضة والفصائل الإرهابية، لتكون مهمته التواصل مع الحكومة السورية وتعزيز العلاقات الدبلوماسية والبحث في موضوع اللاجئين وتوفير البنية التحتية التي تشجع على العودة، وتوفير فرص عمل لهم.
مهما يكن من أمر، مقاربة دبلوماسية أم أمنية لإعادة فتح العلاقات الغربية مع سوريا يبقى أنه كان هناك مؤامرة ولا تزال على الشعب السوري من قتل وتهجير وتجويع وتدمير المدن السورية، والمؤامرة عالمية بامتياز الهدف منها القضاء على حلفاء إيران وروسيا في المنطقة.
بدأت الدول الغربية تستدير إلى دمشق، فهل تلحق بها الدول العربية الحليفة للمشروع الصهيو- أميركي في المنطقة؟.