د. زكريا حمودان - خاص الافضل نيوز
يوم أمس نفّذ العدوُّ الإسرائيليُّ استهدافًا له في بيروت تجاه حزب الله. في بداية المعركة حصلت عملية اغتيال الشيخ صالح العاروري رحمه الله في الضاحية الجنوبية ولكن الاستهداف الذي حصل أمس له أبعاد مختلفة في الصراع مع العدو الإسرائيلي خاصة بأنه فرض عدة عوامل جديدة أهمها:
١- البعد الجغرافي في الاستهداف أي استهداف الضاحية الجنوبية بهدف اغتيال القيادي في حزب الله السيد فؤاد شكر.
٢- استهداف المدنيين من خلال ضرب المبنى بشكل كامل واستشهاد عدد من المدنيين بالإضافة إلى عدد من الجرحى.
٣- تحويل المعركة تجاه توسيع الضربات في لبنان انطلاقًا من استهداف بيروت تحديدًا.
بعد ساعات من عملية استهداف بيروت حصل استهداف للعاصمة طهران بحيث تم اغتيال أمين عام حركة حماس الحاج اسماعيل هنية رحمه الله، ولا يمكن فصل هذه العملية عن عملية بيروت وذلك لأسباب عدة أهمها:
١- الإصرار على استهداف إيران يشير إلى حاجة العدو الصهيوني لإدخال إيران إلى المعركة.
٢- استهداف أمين عام حركة حماس بالرغم من أهميته ولكن يبقى استهداف معنوي لقيادة الحركة.
٣- استهداف أمين عام حركة حماس يشير بأن نتنياهو يبلغ الجميع بشكل غير مباشر أن المفاوضات حول وقف إطلاق النار قد تعطلت.
مقاربة عمليَّتي الاستهداف في بيروت وطهران ضرورية جدًّا ومهمة لأنه لا يمكن فصل الساحات في هذا التوقيت لا بل حولت الساحات اليوم إلى أكثر صلابة، وإلى جزء من معادلة جديدة هدفها الرئيسي هو ضرب العدو الصهيوني ضربة قاسمة تغير مسار الحرب، نظرًا إلى أن استهدافات أمس ساهمت في تغيير مسار الحرب.
لا شك بأن تحديد مسار الحرب هو جزء رئيسي من دور كل فريق، لذلك قرار محور المقاومة في الرد على هذه العملية في هذا التوقيت مهم جداً بحيث سيؤلم العدو الصهيوني من مختلف الساحات التي أضيفت إليها إيران بسبب عملية الاغتيال الأخيرة.
استنادًا إلى تصريحات قائد الثورة الإمام علي الخامنئي لا بد وأن ننتظر خلال الأيام المقبلة ترتيبات جديدة بحيث يبقى التحول من المسار الذي وضعه العدو الصهيوني إلى مسار جديد يضعه محور المقاومة ليحدد على أساسه وجهة المعركة على المدى القريب والتي سيكون لها تأثير على المدى المتوسط بحيث يتم تحديد الرؤيا الشاملة للمرحلة المقبلة.