حسين مرتضى - خاص الأفضل نيوز
نحن اليوم أمام مرحلة جديدة في معادلة المواجهة بين محور المقاومة وتحديداً المقاومة الإسلامية في لبنان وبين كيان الاحتلال الصهيوني بعد سلسلة طويلة من المواجهات حيث حاول العدو الإسرائيلي تغيير قواعد الاشتباك وفرض معادلات جديدة.
من خلال عملية تقييم أجراها فريق مؤلف من 73 عضواً من خبراء الدفاع الأميركيين، فإن احتمال وقوع حرب واسعة النطاق بين حزب الله وكيان الاحتلال خلال الفترة هو احتمال قائم بنسبة 23%.
وبحسب هذا التقييم، فإن ارتفاع معدل العمليات التي ينفذها حزب الله إضافة إلى انتشار قوات الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة مع وجود عدد كبير من المستوطنين الهاربين من مناطق المواجهة والذين يشكلون ضغطاً كبيراً على حكومة الاحتلال من جهة ضرورة إقناعهم بالعودة إلى المستعمرات وبالتالي في حال رفعت المقاومة في لبنان سقف المواجهة فإن احتمال الحرب سيرتفع من 45% إلى 85%.
وبالعودة إلى محاولة كيان الاحتلال فرض معادلة ميدانية جديدة فإن حزب الله قد تمكن من فرض قواعد اشتباك جديدة ضمن معادلة تعتمد على الحرب المركبة والحرب النفسية وعمليات المقاومة رغم أن هدفها الأولي هو إسناد جبهة قطاع غزة إلا أن هدفها الاستراتيجي هو منع كيان الاحتلال من شن حرب استباقية على لبنان بعد الانتهاء من العدوان على غزة وهذه الحرب تحظى بتأييد 62% من سكان المناطق المحتلة باعتبار أنها ستكون لإبعاد خطر المقاومة عليهم.
علماً أن هذه الحرب المفترضة تواجه الكثير من الانتقادات داخل كيان الاحتلال لأنها ستكون الحرب الأكثر تكلفة كما أن نظام القبة الحديدية سيفشل في مواجهة هجوم حزب الله واسع النطاق.
وفي الوقت نفسه، فإن القوات القتالية لحزب الله مجهزة ومدربة تدريباً جيداً وهي تختلف تماماً عن المقاومة الفلسطينية في غزة، ومن المرجح أن يكون عدد الضحايا من الصهاينة أكبر وأن يكون الضرر الذي سيلحق بالبنية التحتية للاحتلال غير مسبوق.
وهنا علينا أن لا ننسى بأن جبهات محور المقاومة المتعددة قد تدخل في المواجهة لنكون أمام حرب إقليمية غير محدودة.
وبشكل عام، فإن مسار الأحداث يسير ضد كيان الاحتلال حيث سيدخل فترة طويلة من حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن إذا أخطأ في حساباته وهاجم لبنان.
وفي هذه الحالة ستستمر الهجمات بشكل أكبر.
وفي الوضع الراهن يتوقع خبراء دفاع أميركيون أن يقوم محور المقاومة بشن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة واسعة ومنسقة ضد كيان الاحتلال الصهيوني في الأيام المقبلة.
ومن الناحية العسكرية سيزداد حجم المقذوفات، خاصة من لبنان واليمن والعراق وبالتالي سيكون اعتراضها أكثر صعوبة إضافة إلى تزايد الأهداف المهاجمة من هدفين عسكريين إلى عدة أهداف عسكرية في الأراضي المحتلة وفي حال شاركت واشنطن في العملية الدفاعية فسيتم مهاجمة القواعد الأمريكية في العراق وشرق سوريا في نفس الوقت لتكون مدة العملية أطول.
كل هذه المعطيات تؤكد بأن محور المقاومة هو من يتحكم بالرد من حيث التوقيت والأسلوب ولن يكون أمام كيان الاحتلال وداعميه إلا الانتظار.