د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى يسعى جيش العدو الصهيوني إلى تحريك مسارات الحرب والسلم بحسب حساباته الخاصة، كما كان واضحًا أن محور المقاومة لديه قدرة على ضبط الوضع العسكري بحسب تقييمه لمسار المعركة في المنطقة.
في الجانب الصهيوني نجد أن نتنياهو يسير بحسب ما أتى به بعد مداولاته في الولايات المتحدة الأميركية، وليس بحسب ما فرضته عليه أميركا كما يدعي البعض.
قد تكون فكرة التشارك في مسار المنطقة بين الأميركي والإسرائيلي ممكنة، لكن لا يمكن ربط مصالحهما ببعضها بشكل مطلق، فالكيان الصهيوني لديه هوامش يسير بها مرتبطة بأهمية أميركا له، فيما أميركا ترتبط بهوامش قدرتها على ضبط الجاليات اليهودية المتحكمة في بعض أدوات الضغط الداخلية فيها وتحديدًا الإعلام والشركات المتعددة الجنسيات.
من جانب محور المقاومة يوجد مسار واضح للمعركة بين مستويات الإسناد الذي شكل طوق ناري متكامل الشكل والمضمون.
في الشكل استطاعت جبهات الإسناد ضرب مختلف الجغرافيا التي يحتلها الكيان من الشمال والجنوب وبعض الوسط الذي يعتبر نقطة الاشتعال الكبرى.
أما في المضمون، فتشكل جبهة جنوب لبنان حربًا ثانية بعد غزة، وتشكل جبهة اليمن مسارًا استراتيجيًا للصراع في المنطقة، أما جبهة العراق فهي جبهة ذات ثقل استراتيجي واقتصادي مهم حيث يتركز عمل الفصائل المقاومة وعلى رأسها حركة النجباء في إسناد غزة وتحرير العراق من الاحتلال الأمريكي.
بين مسار الحرب والإسناد، ومسار المطرقة الحديدية التي يستخدمها الأمريكي وجيش العدو الإسرائيلي يتسابق الزمن دون أن نشعر بأهميته، فلكل مسارٍ مرجعيته الاستراتيجية والتي ينجح فيها من يحافظ على تثبيت مساره.
يعتقد البعض أن الصمود والردع والمواجهة ضعف، فيما تقهقر العدو في مسار معركته الطويلة هو الذي يشكل الضعف الأكبر على المدى الطويل وذلك للأسباب التالية:
١- عنصر التقهقر الاقتصادي سيؤدي إلى تغيير مسار الصمود لدى المستوطنين المحتلين والذين يفتقدون لعوامل الصمود كباقي شعوب هذه الارض، وحلولهم البديلة هي الهجرة إلى حيث جذورهم.
٢- عنصر الضربات الأمنية في الوسط والذي عندما سيحين وقته سيجعل المنطقة تتجه نحو مسارٍ جديد.
٣- عنصر ضرب التطبيع وتراجع الخطاب السياسي المؤيد للكيان الصهيوني في المنطقة والعالم.
٤- عنصر صمود شعب المقاومة وأهلها في مختلف دول المواجهة والإسناد، كمسار جديد نحو انتصار المحور على الضغوطات الخارجية بهدف إخضاع شعوب المحور.
ما نعيشه اليوم هو تحديد للمسارات المستقبلية في المنطقة، وهذه المسارات يحددها الفريق الذي سينجح أصحابه في تثبيته، بحيث اثبت محور المقاومة أن مساره الاستراتيجي يعبد الطريق نحو تحقيق نصر قد يكون الأهم في مستقبل الأجيال المقبلة.