حسين مرتضى - خاصّ الأفضل نيوز
قبرص ليست مجرد جزيرة في البحر الأبيض المتوسط يقصدها المسافرون للسياحة إنما هي نقطة جغرافية ذات طابع استراتيجي كونها قريبة من دول المواجهة في منطقة الشرق الأوسط.
تلك الدولة المقسمة سياسياً بين تركيا واليونان دخلت على خط المواجهة مع كيان الاحتلال الصهيوني من خلال توضيح سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه مؤخراً.
ولمن لايعلم عن تاريخ العلاقة بين قبرص وكيان الاحتلال الصهيوني سنخبره بأن هناك تاريخًا من التعاون الاستراتيجي بين قبرص والكيان الصهيوني على صعيد السياسة والاقتصاد إضافة للتعاون العسكري حيث وقعت الحكومة القبرصية ما يسمى "اتفاق دفاعي" مع كيان الاحتلال يتم بموجبه تنفيذ فعاليات مشتركة ومناورات عسكرية إضافة للقيام بالتدريبات العسكرية المشتركة وفي حينها أكدت وزارة الدفاع القبرصية، أن توقيع الاتفاقيات قد سبقه "تبادل للآراء وتقييمات بشأن القضايا الأمنية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط الأوسع، وبصورة أعم فيما يتعلق بالمناخ الأمني الذي يتشكل دوليا من خلال الأحداث الجيوسياسية الحالية" وبالتالي فإن الحكومة القبرصية دخلت على خط المواجهة في المنطقة بشكل غير مباشر.
وعلى سبيل المثال في العام ٢٠١٧ تم تنفيذ مناورة عسكرية ضخمة بمشاركة ٤٠٠ عنصر من القوات الخاصة للجيش "الإسرائيلي" وهذه المناورات وفقاً لما ذكرته القناة التلفزيونية لدولة قبرص في وقتها “لا تتعلق بحماية جمهورية قبرص والمنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص بل إنه جرى استخدام منطقة ترودوس الجبلية لأن لها أوجه شبه مع تضاريس ومناخ جنوب لبنان وجنوب سورية" وبالتالي فإن الهدف من المناورة تدريب قوات الاحتلال على تنفيذ عمليات عسكرية في لبنان وسورية وهنا تكون قبرص شريكة في المواجهة من خلال تأمين بيئة التدريب والمساهمة به.
وفي العام ٢٠٢١ نفذ كيان الاحتلال بالتعاون مع قبرص مناورات بحرية واسعة تحاكي معركة بحرية حقيقية تشارك بها القطع البحرية.
كما نفذ جيش الاحتلال العام الماضي مناورات عسكرية على الأراضي القبرصية تحمل اسم "شمس زرقاء"، تحاكي حربًا على لبنان.
وفي العام الجاري كشفت إذاعة جيش الاحتلال النقاب عن أن سلاح الجو "الإسرائيلي" أجرى تمرينًا مشتركًا مع نظيره القبرصي يحاكي هجومًا على إيران.
من جهة أخرى وفي شهر آذار من العام الجاري كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية:" إن إسرائيل تتجه للاستحواذ على ميناء في قبرص، بحجة حماية وارداتها من البضائع في حال استهداف ميناء حيفا (في الشمال)".
كما تؤكد المعلومات بأن قبرص سمحت لكيان الاحتلال باستخدام الأجواء القبرصية لإجراء تدريبات جوية قتالية.
ومن خلال ماذكرناه نؤكد بأن قبرص اليوم باتت تشكل خطراُ حقيقياً على الأمن اللبناني من خلال اعتبارها منصة قتالية لجيش الاحتلال الصهيوني في أي مواجهة مع لبنان.
وهنا لابد من التأكيد بأنه في حال تقديم الحكومة القبرصية أي تسهيلات لكيان الاحتلال حتى لو كانت لوجستية فإنها ستعتبر شريكة في العدوان وبالتالي من حق لبنان والمقاومة الرد على الاعتداء بالطرق المناسبة.