جهاد مراد - خاص الأفضل نيوز
بعيدًا عن أطروحات الفكر السياسي والتوصيفات الكثيرة للغرب الاستعماري من خلال نخب وساسة وقادة رأي وإعلاميين والتي ترسخت في أذهاننا وتعايشنا معها لعقود وتشكل بفعلها وعينا القومي وفهمنا لطبيعة الصراع في منطقتنا العربية، بعيدًا عن كل ذلك ساد، في أوساطنا الشعبية مقولة انغرست في وجداننا تدليلًا على الغطرسة الغربية وضربها عرض الحائط لمصالح أمّتنا وحقوقنا القومية ومحاباة العدو الصهيوني بحرص مطلق على أمنه وتفوقه: "لا يأتينا من الغرب ما يسر القلب.."، خاصة في حمأة الصراع القائم وتقاطر المسؤولين الأجانب إلى لبنان للحؤول دون رد حزب الله على اغتيال القيادي الجهادي الحاج محسن (السيد فؤاد شكر)، وكالعادة المس بإسرائيل مقدس، أما خرق الصهاينة لكلّ القوانين الدولية وتهشيم القيم الإنسانية فيصور لدى الغرب الجماعي كونه دفاع مشروع عن النفس، يبرّر إطلاق يد إسرائيل وآلتها الهمجية دونما مساءلة أو ردع.
جاء هوكستين، وفي السياق ركز على حجم الدمار الذي سيلحق بلبنان وسوى ذلك من إشارات مبطنة، أولاً لإلباس المقاومة ثوب تعطيل التفاوض الجاري في الدوحة لوقف النار في غزة.
وثانيًا لتحميل المقاومة مسؤولية تأجيج نيران الحرب.
وثالثًا لتحذير اللبنانيين من مآلات الحرب ومآسيها.
قبل ضربة الضاحية وصلت لبنان تطمينات تبين تزيينها بالمكر والخداع والتضليل لإحداث استرخاء أمني جرّاء الترويج لاستبعاد استهداف بيروت وضواحيها، ليتبين حجم المراوغة الغربية ودور الوسطاء الخبيث في تسويق ضمانات فارغة مجوفة ما زاد من قناعة أساسها المنطقي أن من يسند السلالم شريك بالسرقة، وبالتالي شركاء الصهاينة يسندون الكيان بتضليل أعدائه والإيحاء المراوغ بحرصهم على لبنان وسيادته ومصالحه الحيوية وأمنه.
خلاصة القول، أن الغرب الجماعي وعلى رأسه أميركا، يمارسون أعلى درجات النفاق الدبلوماسي، وما يجري في الدوحة تمييع للوقت لتأجيل الضربة الحتمية من إيران وحزب الله، أما الحنان الغربي على لبنان فمجرد أكذوبة ومحض خديعة.
بالتالي، لطالما حوّلت المقاومة التهديد إلى فرصة، وكذلك باستطاعتها تحويل نفاق الغرب إلى فسحة البحث الأوسع عن هدف يوازي ويتماثل مع العدوان الغادر في بيروت وطهران، والمقاومة تعي أن آباء كُثرًا للمولود المصطنع يحرصون على سلامته، لكن ذلك لن يمنع المقاومة من التّصدّي للابن وإيلامه وتأديبه وتوجيه الصفعة للأب عله يحرّر شعبه من ماسون وصهيون.
إذًا، وحدها الأيّام واللّيالي والميدان قادرة على رسم مسار الأحداث ومعها خارطة المنطقة.