ليديا أبودرغم - خاصّ الأفضل نيوز
شهدت الجبهة الشمالية في الكيان المحتل، خلال الأيام الأخيرة، "تصعيداً غير مسبوق" نتيجة ضربات "حزب الله" من لبنان، نحو المواقع والثكنات والمستوطنات الإسرائيلية، التي لم يتم إخلاؤها من قبل.
وتزامن ذلك مع تزايد التطورات الميدانية في الضفة الغربية التي رسمت صورة مُقلقة لـ"إسرائيل"، مع تزايد عمليات المقاومة الفلسطينية، ومع ارتفاع الإنذارات لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية بإمكانية حصول عمليات تُشكل نواة لاندلاع انتفاضة جديدة، قد تطال الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، عبر انقضاض منظم من جانب المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية على مستوطنات كما حصل في 7 أكتوبر 2023 في قطاع غزة، مدعومًا من جبهات الإسناد في اليمن والعراق ولبنان حيث التصعيد سيكون سيد الموقف مع التحدي الجديد والخطير وقوة الردع التي يظهرها "حزب الله" عبر سلاح المسيرات الانقضاضية، ما سيدخل المنطقة في مرحلة الخطر الأكبر.
فمنذ بداية الحرب، تعامل "الشاباك" و"الجيش" الإسرائيلي مع أكثر من 1100 هجوم كبير في الضفة الغربية، بما في ذلك هجمات إطلاق نار وعبوات وطعن ودهس، وكان آخرها عملية التفجير التي حصلت في "تل أبيب"، والتي فرضت على الجميع في الكيان الصهيوني وجود جهد إيراني كبير لتهريب عبوات إلى "إسرائيل" عبر الحدود الأردنية.
"إسرائيل" مصرة على الفشل الاستراتيجي على كافة الجبهات إن كان في غزة أو في الضفة الغربية والجبهتان الشمالية والجنوبية، وخسائرها ستكون بالغة على الأرض وفق التقارير التي تمّ الإعلان عنها منذ 7 أكتوبر، إن كان على المستوى العسكري والاستخباراتي والاقتصادي، وما الاستقالات وعزل القيادات الأمنية والعسكرية والاختلاف السياسي والتناقض في المواقف داخل الكيان والتوتر الذي تعكسه الجبهة الداخلية نفسها المنقسمة بين المؤيد لفكرة أولوية تحرير الأسرى من خلال التفاوض أو استمرار القتال من خلال المتطرفين في الكيان.
فكرة الإبادة الجماعية لم تتحقق، وتجريف الأراضي والتغيير الديمغرافي و"الترانسفير" للمرة الخامسة لم يتحقق، وميدانياً على الأرض أخفقت "إسرائيل" وتلقت خسائر بالغة في مقاييس الحرب إضافة إلى عدم تحقيق الأهداف الأساسية للحرب ومنها الهدف السياسي المتمثل بتحرير الأسرى والقضاء على حركة حماس، لأن المعادلة والقدرات العسكرية لدى المقاومة الفلسطينية تبدّلت والخبرات العسكرية أظهرت قوة الردع ولن يقوى جيش الاحتلال على تحقيق أي انتصار يُذكر في معادلة المنطقة الجديدة بعد أن ظهرت هشاشته في الردع منذ بداية 7 أكتوبر.