كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
الرّدّ الّذي نفّذه "حزبُ اللّه" على اغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر، في الضّاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت، وركّز على مقرِّ المخابرات الإسرائيليّة 8200 على بعد ١٥٠٠ متر من تل أبيب، مع استهداف ١١موقعًا وثكنة عسكريّة إسرائيليّة، فإنّ مواقف في لبنان، لاقت العدوَّ الإسرائيليَّ، في أن الردَّ لم يحقّق أهدافه، كما زعم رئيس حكومة العدوِّ بنيامين نتنياهو الذي أعلن بأنَّ مئة طائرة حربيّة، قصفت حوالي ستّة آلاف صاروخ كان سيطلقها "حزبُ اللّه" على الكيان الصهيوني، لكن تمَّ تعطيل العمليّة، التي علمت بها القيادة العسكريّة و"الشّاباك" قبل حصولها، فقام سلاح الجوِّ بضربة استباقيّة.
وفرضت الرَّقابة العسكريّة الإسرائيليّة تعتيمًا على العمليّةِ، التي أطلق فيها "حزبِ اللّه" ٣٤٠ مسيّرة، فبدأت المعلومات تتسرّب من داخل الكيان الصّهيونيِّ وعبر أعلامه، بأنَّ "حزب اللّه" تمكّن من الوصول إلى محيط تل أبيب، وأنَّ مسيّراته أصابت أهدافها التي رسمت لها، ولو لم تنجح عمليّة الرّدّ لكان العدوّ الإسرائيليّ، فتح مقرّاته، لا سيّما المخابرات، أمام الإعلام لنقل الصّورة الحقيقيّة، بأنَّ "حزب اللّه" فشل في وصول مسيّراته إلى أهدافها، وهو ما سبق وروّجه أيضًا، بعد إرسال إيران مسيّرات أيضًا إلى الكيان الصّهيونيِّ في ١٤ نيسان الماضي، ردًّا على قصفِ القنصليّة الإيرانيّة في دمشق، ومقتل ضبّاطٍ من "الحرس الثوريِّ الإيرانيِّ"، وما زالت القيادة الإيرانيّة تؤكّد أنّها ستردُّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في طهران.
فالعدوُّ الإسرائيليّ، حاول أن يقلّل من ردّ "حزب اللّه"، وواكبه من يسمّون أنفسهم "سياديّون" في "تنفيس" العمليّة، فظهر النائب السّابق فارس سعيّد الذي يقدّم نفسه على أنّه رئيس "المجلس الوطني لتحرير لبنان من الاحتلالِ الإيراني"، بأنَّ صواريخ "الكاتيوشا" التي وجّهها "حزب اللّه" تشبه "المفرقعات" التي كان يلهو بها سعيّد في المناسبات، كما قال، واعتبر أن الرَّدَّ لا قيمة له ولا فعاليّة، وأن "حزب اللّه" استعراضي فقط، فهو لم يساند غزّة التي تدمّرت، ولم يردع إسرائيل عن تنفيذ اعتداءاتها على لبنان.
وصدرت مواقف مماثلة لما قاله سعيّد، تقلّل من أهميّة سلاح "حزبِ اللّه"، الذي يعطي مبرّرًا لمن يطالبون بنزعه، لأنه تسبّب بضرر كبير للبنان، وفق زعمهم، وهم بذلك يعملون عن قصد أو غير قصد، مع ما يطلبه العدوُّ الإسرائيليُّ، وهو انسحاب "حزبِ اللّه" من شمال الليطاني، وإخراج قوته العسكريّة من المنطقة، لتأمين الأمن للمستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة، ويتلطّى هؤلاء "السياديّون" وراء القرار ١٧٠١، الذي ينصُّ على انتشار الجيش مع القوات الدوليّة، وأن لا يكون الوجود المسلّح لغيرهما، وأن الحملة الإعلامية والسياسية، التي يقوم بها فريق "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب "ونواب تغييريون" وغيرهم، فإنما يصب في هدف إخلاء الجنوب وتحديدًا المنطقة الحدودية، من عنصر القوة التي تمثله المقاومة للبنان، التي حرّرت الجنوب من الاحتلال الإسرائيليِّ عام ٢٠٠٠، وصمدت بوجه العدوان الإسرائيليِّ صيف ٢٠٠٦، وردعت العدوَّ الإسرائيليَّ، أن يحرّك قواته باتجاه لبنان، للقضاء على المقاومة فيه، وهو مطلب لوزير الدفاع يواف غالانت، وضباط قادة في الجيش الإسرائيليّ لكن فتح "حزب الله" لمعركة الإسنادِ لغزة، باستهداف مراكز عسكريّة للجيش الإسرائيليِّ، استبق أيّ هجوم منه على لبنان، الذي أشعلته المقاومة عن غزّة التي نجح العدوُّ الإسرائيليُّ في تدميرها، دون القضاء على المقاومة فيها وركيزتها حركة "حماس" التي نفّذت عمليّة "طوفان الأقصى".
فمشاركة أطراف لبنانيّة العدوَّ الإسرائيليَّ، حملته على المقاومة في لبنان، ودعوة أحدهم إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية، واستجواب "حزب الله" عمّا فعله في الجنوب خصوصًا ولبنان عمومًا، وأصدر توصية للحكومة لإدانته لا بل تجريمه.
في الحروب المصيريّة، تشتدُّ الوحدة الوطنيّة، أما في لبنان، فإنَّ فئة في لبنان، سبق لها وشاركت العدوَّ الإسرائيليَّ احتلاله للبنان وتعاونت معه وهي تكرّر الخطأ نفسه.