عبد الله قمح -خاصّ الأفضل نيوز
تشير المعلومات الحالية إلى أن المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يدرس إجراء زيارة إلى بيروت أواخر الشهر الجاري، يجري خلالها لقاءات مع المسؤولين السياسيين. وتأتي الزيارة المحتملة التي سربت بعض تفاصيلها المزعومة على نطاق ضيق، بعد زيارة لودريان إلى الرياض، واجتماعه بالمسؤول في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا بحضور السفير السعودي في بيروت وليد البخاري.
يتزامن تسريب أنباء عن زيارة يقوم بها لودريان، مع خروج معطيات غير مؤكدة عن زيارة من المحتمل أن يقوم بها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى المنطقة ومنها بيروت، تبقى معلومات غير مؤكدة في الوقت الحالي على اعتبار أن هوكشتاين الذي زار بيروت الشهر الماضي، كان قد أودع المعنيين رسالة مفادها أنه ليس مهتماً في العودة إلى بيروت متى أن مؤشرات الحل السياسي بعيدة نوعاً ما، وطالما أن الأجواء لدى اللبنانيين لا تقبل الذهاب إلى وقف لإطلاق النار في الجنوب بمعزل عن صفقة أو وقف لإطلاق النار في غزة.
لاشك أن ثمة استنهاض سياسي للوضع الداخلي اللبناني، لاسيما ضمن الملف الرئاسي ويأتي تزامنا مع اشتعال جبهة الجنوب على نحو ملفت للغاية رغم أن التقديرات التي سادت مؤخراً أفادت باحتمال تراجع مستوى حضور الجبهة بعد الرد الذي أتمّه حزب الله. وتعتقد أوساط أن تفعيل البحث في هذا الملف تحديداً غير مرتبطة بمعطيات أو معلومات عن خرق محتمل، إنما لعدة أسباب، من بينها عودة النشاط السياسي والدبلوماسي إلى الدول الخمس بعد انقضاء عطلة طويلة، ورغبتهم في إبقاء الملف السياسي اللبناني قيد البحث وتحضيره لمواكبة أي تطور ينسحب على شكل تسوية معينة جنوباً، كذلك يتصل أيضا بعودة النشاط النيابي اللبناني إلى المجلس خلال الشهر الجاري، أما النقطة الرابعة والأخيرة فتتصل بقرب إحياء الذكرى الثانية للفراغ الرئاسي ودخولنا عاما ثالثا من دون رئيس.
تجمع الأوساط أن ما يحكى عن تطورات إيجابية على صعيد الملف الرئاسي وما يتم تداوله من معطيات في هذا الصدد نابعة من أفكار وأجواء سياسية لبنانية داخلية، حيث إن أقطاباً ينشطون في اتجاه إعادة إحياء الملف الرئاسي تزامنا مع عودة سفراء الخماسية لمزاولة نشاطهم.
ويُحكى عن قرب حصول اجتماع لهؤلاء السفراء، ويأتي الاجتماع لتقييم الجولات والمباحثات التي أجراها بعضهم خلال المدة الماضية، لاسيما السعودي والمصري، حيث يجري الأخير جولة مباحثات سياسية على أكثر من جبهة.
تؤكد المعطيات أيضا ألا أجواء تشير إلى إنتاج نوع مستحدث أو محدث من المبادرة الفرنسية، كذلك ليس في الأجواء أي مؤشر حول احتمال إعلان السعودية وفرنسا مبادرة على المستوى الرئاسي اللبناني، إنما ما هو متوفر، استفادة من الإجراء الراهن وإعادة تحريك السفراء بمعزل عن أي أفكار أو مبادرات سابقة، خاصة وإنه قد مر عليها الزمن ربطا بالتطورات الحاصلة.
تؤكد المعلومات أيضا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يتعاطى بحذر مع المعطيات المتداولة حول احتمال حصول خرق رئاسي معين، ربطا بأن التجارب تعلم ضرورة الانتظار، مع تشديد زوراه حول أن بري باق على اعتماد نفس المفاهيم المتصلة في الدعوة إلى جلسة تشاور أو حوار للاتفاق قبل الذهاب إلى الاقتراع.
في المقابل، يبدو حزب الله مهتما بالملف الرئاسي، مع الإشارة إلى أنه سيق له أن أوكل لبري إيجاد ما يراه مناسباً و الحزب يلتزم يسير فيه، وهذا يخالف المعطيات التي يروج لها حول أن حزب الله لا يرى حالياً سوى جبهة الجنوب.
على الخط نفسه يتعاطى النائب السابق وليد جنبلاط بإيجابية كبيرة، فيما تبقى الكتل المسيحية ضائعة، وتركزت اهتماماتها في الوضع الحالي على قضية توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة.