نبيه البرجي-خاصّ الأفضل نيوز
هذه خلاصة الاتصالات والمحادثات الدولية مع المسؤولين اللبنانيين حول الموقف الإسرائيلي النهائي .
لا وقف للنار عند الخط الأزرق تزامناً مع وقف النار في غزة (هذا إذا حصل) , ولا حتى انتخاب رئيس للجمهورية ، إلا بعد التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ، البديل إمكانية توسيع نطاق العمليات العسكرية ضد لبنان , مع ما ينطوي على احتمالات خطيرة .
دخولاً في "النفق الرئاسي" , وبعدما شاع شيء من التفاؤل في الآونة الأخيرة . الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يرى أن الأميركيين يريدون أن يصنعوا رئيساً لبلاده بمواصفات الديك الرومي , أو بمواصفات الهوت دوغ، في هذه الحال , أي رئيس عجائبي للبنان إذا ما كان الطهاة من بلدان مختلفة، ومصالح مختلفة , بطبيعة الحال من مطابخ مختلفة .
وحين وصف البعض الزعيم الاشتراكي الراحل كمال جنبلاط بـ"صانع الرؤساء" , نفى أن يكون كذلك "كل ما في الأمر أنني اختار بين السيئ والأقل سوءاً بين الأسماء المطروحة" دون أن يكون نزيل القصر غالباً بـ"الأقل سوءاً"، الظروف تتدخل , لا الرؤية ولا الضرورة .
ولكن إذا كان وصف "البطة العرجاء" يطلق عادة على الرئيس الأميركي في الأشهر , أو في الأيام الأخيرة من ولايته , يبدو أن هذا الوصف ينطبق على كل من يشارك في عملية اختيار رئيس للجهورية في لبنان , ودائماً بانتظار "الثلاثاء الكبير" في الولايات المتحدة .
هل يعني ذلك أن حالة الستاتيكو باقية بانتظار من يرفع شارة النصر في ذلك اليوم ؟ هذا على الأرجح، ولكن ليدخل هذا السؤال في السجال حول هوية الرئيس اللبناني العتيد "من الأكثر أهمية بالنسبة لـ"حزب الله" رئيس الجمهورية أم رئيس الحكومة ؟" ما دام هناك في الخارج والداخل على السواء من يرى أن "اتجاه النيران" هو من يحدد ما شكل السلطة وحتى ما شكل الجمهورية في لبنان ؟
حيال هذا السؤال , عودة إلى حكومة فؤاد السنيورة , والتي بعد استقالة 6 وزراء منها , باتت معادية برئيسها وبأعضائها للحزب , وبتغطية أميركية كاملة ومؤثرة للطلب من مجلس الأمن تشكيل محكمة دولية للنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري .
آنذاك , ماذا استطاع رئيس الجمهورية إميل لحود الذي ينتمي إلى البيئة السياسية للمقاومة , لوقف ذلك المسار ؟
لا شيء على الإطلاق , ليبدو السراي الحكومي وقد ألغى أي دور دستوري , أو حتى بروتوكولي للقصر الجمهوري ليعيش اللبنانيون ولسنوات مديدة على فوهة البركان , ولتتبلور تلك الحقيقة الساطعة والصاعقة بكون لبنان رهين تقلبات موازين القوى الدولية والإقليمية، لا قوة رئيس الجمهورية , ولا قوة رئيس الحكومة .
وسط الضبابية الراهنة , لا إمكانية لمعرفة في أي اتجاه يُميل ميزان القوى
التقاطع السريالي بين الصراعات وبين الحرائق , ليبدو أن الكرة الأرضية التي في حال الدوار (والدوران) لا يمكن أن تخرج من ذلك الوضع إلا بيالطا أخرى , على شاكلة يالطا 1945 , والتي حضرها فرنكلين روزفلت , وجوزف ستالين , وونستون تشرشل , لصياغة خارطة جديدة للمعادلات وللعلاقات بين الدول، الآن الشركاء مختلفون والوجوه مختلفة أيضاً الأهداف مختلفة .
لطالما جرى الحديث عن الأزمة اللبنانية بتشعباتها وتشابكاتها المرئية واللامرئية، وحين تدخل في أجواء سفراء اللجنة الخماسية بمهماتهم التقنية أو اللوجيستية , نلاحظ قناعتهم بأن لكل طرف من أطراف الصراع , أو النزاع , في لبنان , له أزمته الخاصة التي لا يدري كيف الخروج منها . لا أحد يمتلك تصوراً , مجرد تصور , لليوم التالي , ليبقى ذلك الرقص العبثي على الشاشات قاصراً عن تغطية حالة العجز التي يدورون في داخلها . كلام بكلام , ويعكس مدى الهذيان الداخلي .
قد يكون هناك مرشح واحد جدي للآخرين للتبديل , تبعاً لمقتضيات اللحظة , لنرى المعلومات التي هي قيد التداول , في الظل تحديداً , تتأرجح بين اتصالات لإقناع بعض المعارضين لتغيير مواقفهم (ومواقعهم ) , واتصالات للبحث عن بديل يمكن أن يستقطب أكثرية , لا سيما بين الأحزاب المسيحية .
على أمل ألاّ يكون رجل القصر بمواصفات الديك الرومي أو بمواصفات طبق الهوت دوغ . من فضلكم , اختاروا الأقل سوءاً لرئاسة الجمهورية . ورحم الله من قال هذا الكلام ...