محمد علوش-خاصّ الأفضل نيوز
تحاول الولايات المتحدة الأميركية تعديل استراتيجية التعامل مع الحرب في المنطقة، من خلال فصل الجبهات بعد أن وجدت صعوبة كبيرة في إقناع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بوقف الحرب، ولا يمكن القول في هذا السياق إنها لن تنجح بالمطلق، فهي تمكنت من تبريد الجبهات ولو بدون فصلها، ولكن التبريد هذا يكون أمرًا مؤقتًا لأن الأصل بالنسبة لكل ما يجري هو وقف العدوان على غزة والشعب الفلسطيني.
من هنا تُطرح تساؤلات حول قدرة الأميركيين على إقناع نتنياهو بوقف الحرب لأن المسألة لم تعد متعلقة ببنود الصفقة بل بأصل الرغبة، إذ صار واضحاً للإدارة الأميركية أن نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في الوقت الراهن لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بالداخل الأميركي نفسه.
بحسب مصادر سياسية متابعة فإن محاولة أميركا فصل الجبهات لن تنجح ولو أثمرت محاولاتها تخفيضاً لحدة الصراع الذي كاد ينفجر بعد اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية وإسماعيل هنية في طهران، وبالتالي يجب أن تبقى الأنظار موجهة إلى رئيس حكومة العدو، فهل من المنطقي أن يوافق على صفقة؟
وفي أي ظروف يصبح هذا الأمر ممكناً؟ وهل يتحقق قبل الانتخابات الأميركية الرئاسية؟
ترى المصادر أن نتنياهو لن يقبل بأي تسوية في عهد الإدارة الأميركية الحالية برئاسة جو بايدن ما لم تكن تحقق كامل شروطه، الأمر الذي لا يمكن أن توافق عليه حركة "حماس" بطبيعة الحال وهو يُدرك ذلك، ويرفض التنازل، وهو ما يحول دون الوصول إلى أي اتفاق في الوقت الراهن، لكن الأمر قد يتغير في الفترة السابقة للانتخابات الرئاسية الأميركية، التي يتنافس فيها كل من المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بحالة واحدة فقط وهي في حال كانت النتائج تصب في صالح الأخيرة بشكل مضمون، نظراً إلى أن رهانات نتنياهو، في هذه الحالة، تكون قد سقطت، على اعتبار أن رهانات رئيس الوزراء الإسرائيلي تنصب على فوز ترامب في هذه الانتخابات، وهو لا يُريد أن يساهم بتقدم هاريس، المتقدمة حتى اللحظة باستطلاعات الرأي ولو بشكل طفيف.
بالنسبة إلى نتنياهو، هو يفضل، في الوقت الراهن، عدم منح الإدارة الأميركية ورقة وقف إطلاق النار، التي تحتاج لها المرشحة الديمقراطية، على أمل أن يساعدها ذلك في استمالة أصوات الناخبين العرب والمسلمين، ويفضل أن يعطي هذه الورقة لترامب، وهو بات اليوم لاعباً أساسياً في الاستحقاق الانتخابي الأميركي، ولكن بحسب المصادر فإن استمرار تقدم هاريس، وحسمها للسباق الانتخابي قبل حصوله، قد يشكل دافعاً لنتنياهو لإعادة تحسين علاقته بالديمقراطيين، خصوصاً، أن وصول ترامب لن يعني بالنسبة لنتنياهو استمرار الحرب لأن المرشح الجمهوري لا يريدها أن تستمر بعد أن يصل.
بالنسبة إلى المصادر، هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن أن تُعيد بعض التأثير للإدارة الأميركية على حكومة الكيان، والتي يمكن أن تسهّل انتهاء الحرب في السياسة، أما بحال استمر التنافس الانتخابي على أشده، وهو المرجح، فقد تكون انتهت مرحلة التفاوض التي يمكن أن تؤدي إلى نتيجة، وعلينا الانتظار لما بعد الانتخابات الأميركية، وعندها ستكون المرحلة التي تفصلنا عن تلك الانتخابات مرحلة خطيرة بسبب تفلت نتنياهو ونقص التأثير الأميركي.