د. زكريا حمودان -خاصّ الأفضل نيوز
قبل بداية معركة طوفان الأقصى كانت جبهة الضفة الغربية متحركة وكانت تقدم الكثير في مواجهة العدو الصهيوني، ولم تتوقف التحركات بعد معركة طوفان الأقصى، ولكن ما تبدل هو التكتيك العسكري المتبع لدى محور المقاومة والذي حول جبهة غزة وجبهات الإسناد إلى جبهات أساسية ودخلت جبهة الضفة الغربية في حالة اعتبرها البعض من الاستقرار، ولكن من الواضح أنها كانت مرحلة التحضير.
استمرت جبهة الضفة الغربية في العمليات المتقطعة لكن ما تبدل مؤخراً يوضح لنا التطور التدريجي الذي حصل في الضفة الغربية والذي هو على الشكل التالي:
١- كانت العمليات في الضفة الغربية في بادئ الأمر محصورة ببعض حالات إطلاق النار عبر أسلحة خفيفة وفردية.
٢- مؤخرًا تطورت العمليات وتم استخدام بعض الأسلحة الرشاشة والمتوسطة في العمليات.
٣- أما في المرحلة الجديدة رأينا تطورًا مهمًّا في الضفة الغربية يتمثل باستخدام العبوات الناسفة والمواجهة المباشرة.
التطور التدريجي الذي شهدته جبهة الضفة الغربية يوضح أنها باتت في جهوزية مواجهة تسمح لها بأن تكون جبهة إسناد جديدة، وهذه الجبهة بدأت تقوم بعمليات مهمة وكبيرة ولها مميزات عديدة بسبب الموقع الجغرافي والانتشار السكاني على الشكل التالي:
١- التداخل الجغرافي بين المستوطنات وأراضي الضفة الغربية مما يجعل المواجهة مع المستوطنين أو ربما عمليات الأسر أسهل بكثير.
٢- إمكانية عدم دخول جيش العدو الصهيوني إلى مختلف المخيمات التي تنشط فيها مجموعات المقاومة مما يسمح بشكل كبير تعزيز قدرات المقاومة.
٣- إمكانية تعزيز التعبئة وتطور قدرة المقاومة في الضفة الغربية لأسباب لوجستية لن نذكرها وهي متعددة ومهمة جداً.
بحسب ما اتضح أمامنا في المشهد الذي نعيشه اليوم في جبهة الضفة الغربية، تتمتع هذه الجبهة بقدرات كبيرة تسمح لها بأن تلعب دورًا أساسيًّا في المرحلة المقبلة من المواجهة في معركة طوفان الأقصى.