عماد مرمل - خاص الأفضل نيوز
من الواضح أن حزب الله آخذ في التعافي السريع من آثار الضربات التي تلقاها في الآونة الاخيرة، وكان أقساها اغتيال الأمين العام السيد حسن نصرالله.
ومن مؤشرات الانتقال إلى مرحلة التعافي المتدرج "الدرس القاسي" الذي لقّنه المقاومون لقوة إسرائيليّة حاولت التوغل بعد الحافة الحدودية حيث "التهمها" مقاتلو الحزب الذين أوقعوا في صفوفها خسائر كبيرة، توزعت بين قتلى وجرحى، إلى جانب تدمير عدد من دبابات ميركافا.
وما دفعه العدو من ثمن باهظ في أولى محاولاته للتوغل البري ليس سوى "مقبلات" بالنسبة إلى المقاومة التي تحضرت جيّدًا لمواجهة قوات الاحتلال في الميدان حيث تملك أفضلية الأرض والحافز، وهي أثبتت مع بداية الاختبار أنها على أتم الاستعداد للقتال وأنها تجاوزت الصدمة التي تعرضت لها خلال الفترة الأخيرة، وبالتالي فإن ما حصل عند الحدود حتى الآن هو مجرد "عيِّنة" ممّا ينتظر العدو إذا حاول توسيع توغله في داخل الأراضي اللبنانية.
والأكيد أن المقاومين
يتشوقون للالتحام المباشر بقوات الاحتلال على الأرض، حيث تصبح المبارزة وجهًا لوجه في ملعبهم المفضل، خصوصًا أن كلًّا منهم بات يشعر بأن لديه ثأرًا شخصيًّا مع جيش العدو بعد اغتيال السيد نصرالله، ما يعني أن كل مقاوم أصبح مشحونًا بطاقة مضاعفة للاشتباك والانتقام.
كذلك من العلامات الأخرى التي تدل على بدء استعادة المقاومة لحيويتها، تلك الصليات الصاروخية التي تقصف بها المقاومة عمق شمال فلسطين المحتلة وصولًا إلى تل أبيب، في دليل واضح على أن قدراتها الصاروخية بخير وأن منظومة التحكم والسيطرة لديها سليمة، خلافًا لكلِّ الادعاءات الإسرائيلية، الأمر الذي يُبين بأن كل الاغتيالات والغارات التي نفذها الكيان الإسرائيليّ منذ تصعيد عدوانه على لبنان لم تؤد إلى نتائج استراتيجية ولم تنجح في تحقيق الأهداف المعلنة وفي طليعتها إعادة المستوطنين إلى الشمال وفصل جبهة الجنوب عن غزة.
وحتى البيئة الاستراتيجية المحيطة بالمقاومة اختلفت مع توجيه طهران ضربات صاروخية نوعية إلى الكيان، ما أعاد إيران إلى قلب الصراع ومعادلاته خلافًا لمقولة البعض بأنها انكفأت وتخلّت عن الحزب.
ثم اكتملت انتكاسة نتنياهو بعد زهو، مع العملية البطولية التي نُفّذت داخل فلسطين المحتلة في يافا وأدت إلى مقتل عدد من الإسرائيليّينَ بالترافق مع ضربات طهران وعمليات الحزب وهجمات اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق.
وتؤكد أوساط سياسية على صلة بحزب الله أن التطورات الميدانية المتلاحقة على امتداد الجبهات تعكس تحولًا في مسار المواجهة مع العدو الإسرائيليِّ وانتقالًا إلى مرحلة مختلفة.
وتلفت الأوساط إلى أن القصف داخل الكيان وصولًا إلى تل أبيب، من جهات عدة وبأوقات متقاربة، شكّل نقلة نوعية في سلوك محور المقاومة وارتقاء واضحًا في ضرباته، الأمر الذي من شأنه أن يضع قيادة العدو تحت الضغط بعدما كانت قد رفعت سقف طموحاتها إلى درجة تغيير الشرق الأوسط.
وتؤكد الأوساط أن الأيام المقبلة ستحمل مزيدًا من المفاجآت الميدانية، مشدّدة على أن المقاومين في الجنوب على أتم الجهوزية لصد أي غزو برّيّ مهما كان حجمه ونطاقه.
وتعتبر الأوساط أن ترويج العدو لصور قديمة من داخل أنفاق ومخازن لحزب الله، كما فعل الناطق باسم جيشه، يعكس مستوى التضليل الذي وصل إليه لتزوير الحقائق وإخفاء تهيبه للمواجهة البرية.