د.أكرم حمدان - خاص "الأفضل نيوز"
ليس جديداً على رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن يكون العرّاب للحلول السياسية والدبلوماسية، خاصة عند حصول الأزمات، وقد ازداد الحمل ثقلًا عليه بعد اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، فكلنا يذكر ذلك الدور الذي لعبه بري خلال عدوان تموز عام 2006 والذي كان دوراً مركزياً في المساعي التي بُذلت من أجل وقف إطلاق الناروصدورالقرار 1701 ،الذي ما انفك لبنان الرسمي من خلال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومعه بري يؤكد على التمسك به وتطبيقه، ولكن السؤال الكبير: هل يلتزم أو سيلتزم كيان الاحتلال وقادته بتطبيق هذا القرار أو غيره من القرارات الدولية؟؟
كل التجارب السابقة وعشرات آلاف الخروقات التي ارتكبها الاحتلال، وما يقوم به حالياً من عدوان، تؤشر على عدم التزامه، ولكن رغم ذلك لا يترك كل من الرئيسين بري وميقاتي فرصة للاتصالات السياسية والدبلوماسية، إلا ويستثمرانها من أجل وقف العدوان.
الواقعية والموضوعية تقتضي إنصافهما من خلال الحركة المتواصلة والاتصالات المفتوحة، ولهذه الغاية نرى ونتابع اللقاءات والاجتماعات المفتوحة بينهما والتي كان آخرها أمس في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، والذي خُصص لبحث آخر المستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وكذلك ملف النازحين.
ووفق المعلومات فإن اللقاء جاء قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، ولتنسيق الموقف تجاه ما يُمكن أن يُطرح خلال الجلسة، إلى جانب الحراك الذي بدأ في الإقليم عبر زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى المملكة العربية السعودية.
وقد لوحظ أيضاً زيارة سريعة إلى مقر الرئاسة الثانية للسفير القطري في لبنان الشيخ سعود بن عبد آلرحمن آل ثاني الذي أكد على دعم ومؤازرة قطر للبنان في مواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي خاصة تأمين المساعدات الإنسانية للنازحين.
ولا يتردد بري في تكرار استغرابه للموقف الأميركي الذي يقول بأنه مع وقف الحرب ولكنه لا يفعل شيئاَ لتحقيق ذلك، خلافاً للموقفين الفرنسي والبريطاني الذين ما زالا معنا.
ويعول رئيسا المجلس والحكومة على ما يُمكن أن يصدر عن جلسة مجلس الأمن الدولي، والذي سيحمل مؤشرات على مسار الحراك السياسي والدبلوماسي.
وفي السياق، كشف الرئيس ميقاتي أن الاتصالات الديبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي، بهدف السعي مجددًا إلى وقف إطلاق النار وبالتالي القيام بمزيد من الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وقال أمام زواره: "هناك اتصالات تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا، التي طلبت انعقاد مجلس الأمن، بهدف إحياء الإعلان الخاص بوقف إطلاق النار لفترة محددة لكي يصار إلى استئناف البحث في الحلول السياسية".
وجدد ميقاتي خلال اتصالاته الديبلوماسية استعداد لبنان لتطبيق القرار 1701 شرط التزام إسرائيل بكل مندرجاته، كما شدد على أولوية وقف العدوان الإسرائيلي الذي يتسبب بسقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى ولا يوفّر المدنيين وعناصر الإسعاف والإغاثة، وهذا أمر يخالف كل القوانين والشرائع الدولية.
وخلص إلى أن العنف والقتل والتدمير لن يوصل إلى حل ويجب إلزام إسرائيل بوقف عدوانها المدمّر، لأننا نخشى إذا ما تطورت الأمور، أن تتوسع رقعة المواجهات لتطال المنطقة بأسرها.
إذن يبقى أن لبنان الرسمي ومن خلفه المقاومة من خلال التفويض الممنوح لبري، مع وقف العدوان وتطبيق القرار 1701، فهل سيتمكن ما يُسمى بالمجتمع الدولي من إلزام إسرائيل بتنفيذ وتطبيق ما عليها من هذا القرار؟؟
لننتظر ونرى وإلّا فالميدان هو الذي سيُقرر مصير ومسار هذه الحرب الهمجية التي تقودها إسرائيل.