ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
على مسافة أيام من المؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا لمساعدة لبنان وفيما لم تتضح بعد هوية المشاركين فيه ومن يلبي الدعوة وحجم الدعم المرتقب، مقابل حاجات لبنانية هائلة مع نزوح نحو مليون و400 ألف مواطن وهدم بلدات وقرى بأكملها، ومع فشل مجلس الأمن في التوصل الى فرض وقف لإطلاق النار، تزداد التساؤلات بشأن ما تخطط له الحكومة الإسرائيلية بعدما وجهت ضربات قوية لحزب الله، وما إذا كانت تمتلك خطة لمرحلة ما بعد تلك الضربات، خصوصا أن تحقيقها "انتصارات عسكرية" ضد أعداء إقليميين، يفرض عبئا ثقيلا عليها، وبالتالي يجب التساؤل عما إذا كانت هناك استراتيجية طويلة الأمد.
في المقابل فإن الخطاب المتغير من القيادة السياسية الإسرائيلية، وحجم أوامر الإخلاء العسكرية التي تغطي أكثر من 110 قرية لبنانية، تمتد من القرى المتاخمة للخط الأزرق إلى المناطق الساحلية على بعد 60 كم شمالاً، أي وصولا الى شمال الأولي، زاد من الشكوك في أن العمليات العسكرية لن تنتهي قريباً، وأن الهجوم البري الأساسي لم يبدأ بعد، بحسب ما توحي به الحشود العسكرية، التي تخطى عديدها ال 300 ألف جندي في البر، على ما يجمع عليه الخبراء العسكريون، إذ أن القيادة العسكرية تبقي حتى الساعة طبيعة الهجوم البري وحجمه بالضبط، كما معظم تفاصيله "غامضة".
وعلى الرغم من النتائج الصعبة التي سجلتها المرحلة الأولى من العمليات البرية، فمن المتوقع أن يعمد الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ استراتيجية توسيع متدرج لعملياته في جنوب لبنان، مع إعلانه اكتمال الحشود على طول الجبهة، حيث تشير المعلومات إلى أن القوى التي باتت متواجدة ضمن رقعة العمليات هي:
-"فرقة البركان"، أي الفرقة 36، وتتشكل من وحدات تابعة لسلاح المدرعات وقوات المشاة والهندسة وتضم: لواء غولاني، اللواء السابع المدرع، "عصبة باراك" اللواء 188، "عصبة جولان" اللواء 282 مدفعية، "لواء عتصيون" وهو لواء مشاة في صفوف الاحتياط.
-"فرقة الجليل"، الفرقة 91 ، تتبع القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي، ويقع مقرها الرئيسي في قاعدة بيرنيت، وهي مسؤولة عن جبهة لبنان كاملا من رأس الناقورة غربا حتى مزارع شبعا المحتلة شرقا، وتتبع لها عدة وحدات خاصة وألوية، هي: "عصبة برعام" وهي الفرقة الغربية، الفرقة الإقليمية 300، "عصبة حيرام" وهي الفرقة الشرقية، الفرقة الإقليمية 769، "لواء الإسكندروني" لواء مشاة احتياطي ،لواء "هزاكين" لواء مدرعات الاحتياطي ،عصبة "أديريم" الاحتياطية ورقمها 7338، لواء ناحال الشمالي.
-"عصبة النار"، الفرقة 98، وهي فرقة مشاة نظامية تضم ألوية من المظليين والكوماندوز، وتتبع لواء المركز في الجيش الإسرائيلي، مختصة في التطويق عبر الإنزال بالمظلات، والإنزال الهجومي باستخدام المروحيات الهجومية وطائرات النقل، والقتال في عمق أراضي العدو. وتتبع لها عدة وحدات خاصة وألوية، هي: "لواء المظليين" ، "لواء عوز" ،"عصبة مقلاع داود" ، أحد الألوية السرية، "عصبة نصف النار" ، وهي لواء من قوات المشاة المختارة التي يتم إنزالها جوا، "عصبة حد الرمح" وهي لواء من قوات المشاة التي يتم إنزالها جوا، "كتيبة لبيد" وهي كتيبة مستقلة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عصبة البجع "سكناي" وهي وحدة إسناد قتالية، وحدة الكوماندوز التابعة لهيئة الأركان ، وهي متخصصة في عمليات الإنقاذ في ظروف مركبة.
-"الوميض"، الفرقة 99 مشاة، مدربة على التنقل سيرا على الأقدام وليس بناقلات جنود مدرعة، وتعمل على تشغيل الطائرات المسيرة في ساحة المعركة، والتعامل مع المقاتلات الإلكترونية وأساليب الهجوم السيبرانية، جوا وبرا، وتتبع لها عدة وحدات خاصة وألوية، منها: قوات كفير ،لواء المظليين الاحتياطي ، لواء رام ، وهو من ألوية المدرعات الاحتياطية، لواء يفتاح ، وهو قوة كوماندوز احتياطية، لواء دبابات ميركافا-3، وحدة الأشباح.
-"فرقة الاحتياط 146"، وهي فرقة احتياطية تتبع القيادة الشمالية. يقع المقر الرئيسي للفرقة 146 في مدينة الطيرة، وتتمركز الألوية التابعة لها في معسكر نفتالي، ووحدات الدعم اللوجستي في قاعدة قرب مستوطنة يوكنعام. وتملك الفرقة 3 قواعد عسكرية في معسكر حفات هشومير وتسيفوريت ونفتالي. وتتبع لها عدة وحدات خاصة وألوية، هي: "عصبة تبشير" ، وهي لواء مظليين احتياطي، "لواء آلون" ويعرف بقوة ناحال الشمالية،"لواء كرميلي، لواء كريات، وهو لواء مدرع احتياطي، لواء القبضة الحديدية الاحتياطي، لواء المدفعية، ويسمى فرقة تكوما، وحدة اللوجستيات.
-فرقة باشان، الفرقة 210، ألحقت بالقيادة الشمالية، وحُدد مقرها الرئيسي في قاعدة داود في حيفا، ووكّلت إليها مهمة الهجوم على سوريا من ناحية لبنان، عبر عملية تطويق استراتيجية تهدف لإضعاف الجيش السوري، تتبع لها عدة ألوية، منها:لواء الجبل 810 في منطقة حرمون، اللواء 679 المدرع الاحتياطي.
ويرى الخبراء أن هذا الانتشار العسكري الضخم لهذه الوحدات والفرق،يدل على أن حزب الله لم ينكسر، بدليل أنه لا يزال قادراً على إلحاق الخسائر والأضرار بـإسرائيل، وذلك على الرغم من ادعاءات عدد من المسؤولين الإسرائيليين تدمير 50% من قدراته الصاروخية، ونجاح عمليات الاغتيال في تحقيق أهدافها، وبالتالي إن الجيش الإسرائيلي غير مستعد لخوض حرب استنزاف طويلة،
وتعد المرحلة في المنظور الإسرائيلي، مساحة الحرب الرئيسية والفاصلة في تحديد اتجاه الحملة البرية ضد لبنان،حيث ستجد إسرائيل نفسها تنتقل بحكم تعقيد الواقع الميداني إلى تحول حتمي في عملياتها البرية إلى عملية برية بلا سقف وبلا نهاية وبلا إجابات نهائية عن الواقع الذي سعت لفرضه في جنوب لبنان وباء بالفشل في نهاية المطاف.
فتحقيق الأهداف المعلن عنها حتى الساعة يتطلب سيطرة دائمة أو طويلة الأمد لمنطقة واسعة تصل إلى العمق اللبناني وقد يشمل العاصمة بيروت، وهو الأمر الذي يشكك الكثير من المراقبين بقدرة جيش الاحتلال على تنفيذه في ظل مقاومة حزب الله الذي أثبت أن الحديث عن ضعف قدراته القتالية بعد حملات القصف الجوي المكثفة محل شك كبير.
فهل تغير تل أبيب من خططها؟