عبدالله قمح - خاص الأفضل نيوز
في ورقة المقترحات (أو الأفكار) التي يسوقها العدو الإسرائيلي وتتبناها (على ما يبدو) الإدارة الأميركية تحت شعار "مقترحات لوقف الحرب" يرد بند يتعلق بالتفاهم حول وجود قوات متعددة الجنسيات داخل منطقة جنوب الليطاني. وتسعى إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة لأجل تمكين حضور هذه القوات، أن يبسط الأول سيطرته (سواء الأمنية أو العسكرية) على شريط يبلغ عمقه حوالي ٣ كيلومتر مربع لتوفير حضور هذه القوات على الشريط الفاصل ما بين الحدود اللبنانية وتلك الفلسطينية المحتلة. وثمة سعي واضح من أجل فرض هذه القوات بالأمر الواقع، وجعل هذه المنطقة تعمل تحت صلاحيتها، وتكاد تكون أشبه بشريط عازل أو منطقة عسكرية تحظى بوضعية خاصة أو تكاد تكون أقرب إلى الاحتلال أو الانتقاص من السيادة الوطنية عليه لدواعٍ أمنية كمثل عدم تجدّد الحرب. وثمة شؤون أخرى مؤذية جدًا من وراء هذه الفكرة التي لا توضح، مثلا، وضعية السكان داخل هذه المنطقة أو نشاطهم.
في هذا الوقت وعلى عكس ما يسرب، فإن قوات اليونيفيل سوف تحافظ على وجودها وسيلحظه أي اتفاق مقابل لوقف إطلاق النار. على أن المقترحات التي يعمل عليها ويتم الضغط على لبنان لدفعه للالتزام بها، تتصل بتحويل هذه القوة الى فرقة كشفية، لا تتجاوز مهامها الفكرة الكلاسيكية / الروتينية، أي أعمال المراقبة والتسجيل، فيما يسند الى ما تسمى "القوات المتعددة الجنسيات" مهام، كصلاحية الدخول الى الأملاك الخاصة أو العامة وتفتيشها ومداهمتها بمعزل عن حضور الجيش أو إبلاغه أو التنسيق معه، وأيضا تسيير دوريات من دون إلزامية حضوره، وإتاحة المجال أمامها لملاحقة ما يسمى "المسلحين" ضمن نطاق عملها بما في ذلك إطلاق النار عليهم.
نحن إذا أمام مشروع احتلال مقنع، وكما هو واضح فإن أي خيار من هذا النوع لن يمر، وهناك اتفاق سياسي وآخر عسكري تتولاه المقاومة، لعدم الموافقة أو القيول سواء بهذا المقترح أو ما يشبهه أو ما يوفر ذات الوظيفة، ولو كلف ذلك الاستمرار في الحرب طويلا. وعلى اي حال فإن العدو ومن خلفه والى جانبه يعلمون جيداً أن المقاومة انتقلت من مرحلة الى أخرى وباتت تمتلك المبادرة
على أي حال من الضروري التذكير أنه خلال حرب تموز / آب عام ٢٠٠٦ برز مسعى فرنسي - أميركي لتمرير فكرة القوات المتعددة الجنسيات (بدلاً من القوة المعززة في اليونيفيل) وإدخالها في صلب القرار ١٧٠١، غير أن ما أحبط تلك المساعي التي استمرت منذ ٤ آب ولغاية ١٤ منه، القوة العسكرية التي فرضتها المقاومة على الأرض، واضطرار العدو الى الانصياع أخيرا الى وقف لإطلاق النار من خارج تطبيق هذا الشرط.
اليوم يعود الى الكرة نفسها، ويعمل في شأنها على أكثر من خط سياسي / عسكري.