طارق ترشيشي - خاصّ الأفضل نيوز
عندما يقول المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي أن إيران سترد على الهجوم الإسرائيلي الأخير "دفاعا عن سيادة الشعب الإيراني وعن جبهة المقاومة فذلك يعني "أن إيران انتقلت من موقف الدفاع إلى موقع الهجوم والانخراط المباشر في الحرب"، حسب مصدر ديبلوماسي مطلع على الموقف الإيراني.
ولذلك، يقول المصدر نفسه، إن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي الأخير والذي يحمل اسم "الوعد الصادق 3" سيكون هجوميا وليس ردا دفاعيا، حتى ولو تسبب بنشوب حرب شاملة في المنطقة تحتسب لها إيران منذ وقت طويل. وهذا الرد ـ الهجوم متوقع حصوله في أي وقت بعدم تريث طهران في الإقدام عليه قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية حتى لا يستثمره أحد في هذه الانتخابات لمصلحته ويظهر إيران أنها تريد الدخول أو التأثير في المنافسة الشديدة الدائرة بين المرشحين "الجمهوري" دونالد ترامب و"الديموقراطية" كامالا هاريس على رغم رغبة إيران في فوز الأخيرة لأنها الخيار السيء بدل الأسوأ بالنسبة إليها.
ويضيف المصدر أن إيران قررت عمليا الانتقال من الاستراتيجية دفاعية في ردها على الهجمات الإسرائيلية التي تتعرض لها من حين إلى آخر في سوريا أو في إيران إلى الاستراتيجية الهجومية وهذا ما ستكون له انعاكاساته التلقائية على الميدان، وقد اتخذ القرار بالهجوم الرد على أعلى المستويات في القيادة الإيرانية.
وفي المقابل يرصد المصدر نفسه أن إسرائيل بدورها انتقلت في هجومها الأخير على إيران من نطاق العمل الأمني إلى نطاق العمل العسكري فهي كانت اغتالت رئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية في قلب طهران ونفذت تفجيرات استهدفت مواقع إيرانية حساسة واغتالت مجموعة من علماء الذرة الإيرانيين وغيرهم ولكنها في هجوم الأخير انتقلت من العمل الأمني إلى العمل العسكري المباشر نسبة إلى المواقع العسكرية التي استهدفتها وهذا ينطوي على خطورة كبيرة لا يمكن إيران أن تتهاون فيه، خصوصا وأنها منذ ذلك الهجوم تواصل إطلاق التهديد ضد إيران معتقدة أن ذلك سيمنعها من الرد لكنها ستكتشف هذه المرة أن إيران لن تتهاون بعد ، مع أي هجوم جديد لأن عدم الرد أو التهاون في الرد قد يجعلها كسوريا التي أصابها ما أصابها نتيجة التهاون في الرد على الهجمات التي تعرضت و لا تزال تتعرض لها من حين إلى آخر منذ سنين وحتى اليوم.
ويقول المصدر إن إسرائيل ستكتشف هذه المرة أيضا أنها مخطئة في حساباتها لأن إيران لن تسمح بأن يمتد أسلوب التهاون إلى الداخل الإيراني بما يجعل السيادة الإيرانية في خبر كان بحيث سيكون "الوعد الصادق 3" الذي سيحصل عاجلا لم آجلا أولا بقوة رادعة جدا في مكان ما وثانيا من حيث الشكل سيكون عملا عسكريا واضحا وصريحا يطاول أهدافا إسرائيلية استراتيجية تزيل مصدر الخطر الذي يتعرض له محور المقاومة وحزب الله في لبنان تحديدا، وأبرز هذه الأهداف سيكون القواعد العسكرية والجوية لإزالة خطرها عن المقاومة ولبنان بمعنى إيران ستسهدف قواعد سلاح الجو الإسرائيلي الذي تتفوق به ضد المقاومة في لبنان، وبمعنى آخر أن إسناد إيران لجبهة المقاومة في لبنان وغيره سيكون بتدمير أهداف حيوية إسرائيلية وإزالة خطرها على المقاومة ويتصدر هذه الأهداف القواعد العسكرية الجوية.
ويؤكد المصدر الديبلوماسي نفسه أن خيار التهاون بات لا يمكن الاستمرار فيه من جانب إيران لأن إسرائيل تراكم عليه لجعل كل الساحات قابلة للاستهداف في أي لحظة وهذا ما تمر به سوريا فيما لبنان والعراق واليمن بدأوا الإقتراب منه. ولذلك بالنسبة لإيران "ولى زمن التهاون وبدأ زمن التصدي المباشر"، وأن المرتقب سيضع الحد النهائي للتهاون وإذا لم ترتدع إسرائيل فإن الحرب الشاملة ستكون الخيار مهما كانت العواقب، حسب المصدر نفسه.