كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
يواكب الميدانُ العسكريُّ في المواجهة المفتوحة، بين العدوِّ الإسرائيليِّ و"حـ.ـزب اللَّه"، الحلّ السّياسي والدبلوماسي الذي عاد من جديد، ليطرح على طاولة المفاوضات غير المباشرة، بين لبنان والكيان الصّ٦هيوني، التي ترعاها الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها برئاسة جو بايدن، الذي حرّك موفده آموس هوكشتاين ليحمل ورقة حلٍّ إلى لبنان، تسلّمها كلٌّ من الرَّئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي من السفيرة الأميركيّة في لبنان ليندا جونسون وعكفا على دراستها، ليردَّا عليها وقد استمهلها بري ٧٢ ساعة ليتلقَّى ردًّا من "حزبِ اللّه" على الورقة التي أرسلها بري إلى قيادة الحزب، تشير المعلومات إلى أنه لا يمانع بتطبيق القرار ١٧٠١ بنسخته اللبنانيّة، وليس بنسخته الأميركية أو الإسرائيليّة، لجهة انسحاب الاحتلالِ الإسرائيليِّ من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من مدينة الغجر، ووقف الخروقات الإسرائيليّة للسيادة اللبنانيّة، والتي بلغت نحو ٣٥ ألف خرق على مدى ١٨ عامًا من صدور القرار الذي عمل به لبنان لجهة انتشار الجيش في الجنوبِ مع القوات الدوليّة، وهو موجود عند كل الحدودِ مع فلسطين المحتلة، ويتصدى لأي خرق أو اعتداء إسرائيلي على السيادة اللبنانيّة، ولو كان شبرًا واحدًا، وهذا ما حصل أثناء تصدي الجيش اللبنانيّ بقيادة النقيب محمد فرحات، لمحاولة العدوِّ الإسرائيليِّ الدخول من العديسة واقتلاع شجرة، فتصدى له الضابط فرحات وعناصر الجيش ومنعوه بمؤازرة من القواتِ الدوليّة، فانتقم العدوُّ الإسرائيليُّ في هذه الحرب، وأطلق النار على الرائد فرحات وعناصر معه، عند مساعدة أهالي القرى، فأوقعه شهيدًا.
فالورقة الأميركيّة - الإسرائيليّة بنسختها الأولى التي سرَّبتها تلّ أبيب تنزع عن لبنان سيادته، وتدخله في احتلال مُقنَّع، لجهة الدّخول إلى لبنان عندما يرى العدوُّ الإسرائيليُّ ما يهدِّد أمنه، فتعطيه الورقة حقَّ الوصول إلى أيّ مكان يرى فيه خطرًا عليه، تسانده في ذلك قوَّات من دول في الحلف الأطلسي ، والتي يعتبرها العدوُّ الإسرائيليُّ بأنها تشكِّل ضمانات لأمن لبنان بوجودها فيه.
فالورقة التي وصلت إلى عين التينة لم ترد فيها كما قال الرئيس نبيه بري بنود تسمح للعدوِّ الإسرائيليِّ بحرّيّة الحركة في لبنان، كما لا تعطيه حقَّ التحقُّق من تطبيق القرار ١٧٠١، الذي أنيط بأميركا وفرنسا، مما يكشف بأنَّ هناك تلاعب بالأوراق، التي تتسرَّب من تل أبيب وواشنطن، لرمي الكرة في ملعب لبنان الذي سبق وأبلغ هوكشتاين بأنه لن يقبل بشروط إسرائيلية، ولن تجري مفاوضات تحت النار التي وسَّع العدو الاسرائيلي من الرقعة الجغرافية لحربه التّدميريّة على لبنان، فوصل بها إلى كلِّ مدن وبلداتِ الجبوب والبقاع الشمالي والأوسط والغربي وأحياء الضاحيةِ الجنوبيةِ، ومدَّ اغتيالاته إلى بيروت، فقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزبِ اللّه" الشهيد محمد عفيف وأربعة من مساعديه، في مقر حزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة رأس النبع، وأتبع هذا الاغتيال بآخر في منطقة كركول الدروز في شارع مار الياس، فذكر إعلام العدوِّ الإسرائيليِّ، أن المستهدف هو محمود ماضي، مسؤول العمليات في الجنوبِ، ويملك مع أشقائه محلًّا لبيع أجهزة كمبيوتر وتصليحها، إضافة إلى معدات إلكترونية، فأصبحت عاصمة لبنان تحت نيرانه، وبلغت اعتداءاته عليها الستة في الباشورة والكولا والنويري ورأس النبع وشارع مار الياس وزقاق البلاط.
فهذه الاعتداءات المتصاعدة، تهدف إلى انصياع "حزبِ اللّه" إلى الشروط الإسرائيليّة والاستسلام بالانسحاب من جنوب الليطاني وتسليم السِّلاح إلى الجيش اللبنانيّ ليس عند الحدودِ بل في كل لبنان وتطبيق القرار ١٥٥٩ الصادر عن مجلس الأمن الدّولي في مطلع أيلول ٢٠٠٤، والذي أوصل لبنان، إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في ١٤ شباط ٢٠٠٥، وحصول الحرب الإسرائيليّة على لبنان صيف ٢٠٠٦، ثم اندلاع " حرب أهليّة باردة" بين قوى ٨ و١٤ آذار إلى أن انفجر الوضع العسكري في ٧ أيار ٢٠٠٨، عند مطالبة حكومة فؤاد السنيورة تفكيك شبكة اتصالات المقاومة.