قاسم قصير - خاصّ الأفضل نيوز
منذ ما قبل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وقبل الإعلان عن تفاصيله وانعكاساته السياسية والأمنية والعسكرية، بدأت البيئات الشيعية المختلفة نقاشات وحوارات بعيدًا عن الإعلام حول المستقبل ودور المقاومة وحزب الله والدولة وكيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة.
وقد زادت هذه النقاشات والحوارات بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار وما حصل خلال الأيام الأخيرة من خرق للاتفاق ورد المقاومة والخوف من عودة الحرب مجددًا.
وقد برز بوضوح بعض الإشارات حول هذه النقاشات داخل حزب الله من خلال ما أعلنه الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في خطاباته الأخيرة حول مواقف الحزب بشأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية والالتزام باتفاق الطائف والاستمرار في معادلة: جيش وشعب ومقاومة والتحضير لمرحلة إعادة الإعمار.
لكن مع أهمية ما طرحه الشيخ نعيم قاسم من مواقف وما يتحدث عنه نواب ومسؤولو الحزب في إطلالاتهم الإعلامية بشأن مواقف الحزب من التطورات الداخلية والصراع مع العدو الإسرائيلي، فإن النقاشات داخل البيئات الشيعية المختلفة، ولا سيما تلك القريبة من الحزب والمقاومة، بدأت تطرح العديد من الأسئلة والموضوعات الهامة التي تحتاج لمقاربات جديدة في المرحلة المقبلة على ضوء تقييم الحرب مع العدو الإسرائيلي، سواء في مرحلة المساندة أو الحرب المباشرة والتي لا تزال مستمرة إلى اليوم.
ولأنه لا يمكن إجراء التقييم والمراجعة خلال المعركة بشكل كامل وهناك حاجة لبعض الهدوء لإجراء تقييم شامل، فإن ما يطرح من أسئلة ونقاشات يتعلق حاليًّا بقضايا مستقبلية وخصوصًا حول دور الشيعة في لبنان والمنطقة، والموقف من القضية الفلسطينية وكيفية المساهمة في دعم هذه القضية في ظل المتغيّرات الداخلية والإقليمية والدولية، وتجربة محور المقاومة ووحدة الساحات ودور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المرحلة المقبلة، وكل هذه الموضوعات بدأت تثار سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو خلال لقاءات وحوارات داخلية بعيدًا عن الإعلام، أو عبر مقالات ودراسات تنشر في مواقع إلكترونية أو دراسات تعدها مراكز دراسات وأبحاث، أو خلال ندوات ومؤتمرات تعقد من قبل مؤسسات مختلفة.
لكن الموضوع الأكثر حساسية وأولوية اليوم والذي يأخذ حيزًا كبيرًا من النقاشات والحوارات، هو دور الشيعة وموقعهم المستقبلي في لبنان، على ضوء نتائج الحرب وما حصل خلال الشهرين الماضيين من تطورات، وانعكاس أزمة النزوح على الوضع اللبناني الداخلي، والمواقف التي يدلي بها بعض قادة الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية حول الشيعة ودورهم السياسي، ومنها على الأخص مواقف قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وبعض مسؤولي القوات والتي أحدثت ارتيابًا كبيرًا لدى الطائفة الشيعية من وجود خطة ما لإدارة البلاد على حساب هذه الطائفة.
ورغم أن البيئات الشيعية المختلفة تدعو لإعادة تقييم كل المرحلة الماضية ووضع رؤية جديدة للمستقبل، فإن الخطاب الاستفزازي ضد الشيعة والصادر عن بعض القيادات السياسية والحزبية والاستعجال في الدعوة لتسليم السلاح وإنهاء دور المقاومة أو الحديث عن هزيمة حزب الله والشيعة بدأ يثير الاستغراب والمخاوف، مما يدفع الكثيرين في هذه البيئة الشيعية للتمسك أكثر بالسلاح والمقاومة والتأكيد على دور الطائفة الشيعية وقوتها ومواجهة أية محاولة لعزلها أو إضعافها.
والسؤال الأهم الذي بدأ يطرح في البيئات الشيعية حول دور الدولة والجيش في المرحلة المقبلة: من يؤمن الحماية لنا؟ وهل تسليم السلاح يعني ترك الشيعة والجنوب أمام العدو الإسرائيلي كي يسرح ويمرح في أي وقت دون أية مواجهة؟ وهل يمكن للجيش اللبناني مواجهة الجيش الإسرائيلي إذا لم يكن مزودًا بالقدرات العسكرية غير التقليدية؟ وماذا عن إعادة الإعمار وأي دور للدولة ومؤسساتها في إعادة الإعمار؟ وهل ترك النازحون دون الاهتمام الكبير من الدولة سيساعد في تعزيز دور الدولة؟
أسئلة كثيرة تطرح في البيئات الشيعية ويحاول المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من خلال التواصل مع المرجعيات الدينية وعلى قاعدة المواقف التي أطلقتها القمة الروحية الاستثنائية وضع تصورًا للمرحلة المقبلة واستيعاب بعض المواقف والإشكالات التي تطرح وعلى صعيد الخطاب السياسي والإعلامي.
لكن يبدو أن الأسئلة والإشكالات حول دور الشيعة ومستقبلهم وموقعهم في الدولة ودور الدولة والجيش في المرحلة المقبلة ستزداد وتتكثف في المرحلة المقبلة، والجميع ينتظر نهاية العدوان ووقف إطلاق النار، حيث ستزداد النقاشات والحوارات في المرحلة المقبلة.
كابشن :
رغم أن البيئات الشيعية المختلفة تدعو لإعادة تقييم كل المرحلة الماضية ووضع رؤية جديدة للمستقبل، فإن الخطاب الاستفزازي ضد الشيعة والصادر عن بعض القيادات السياسية والحزبية والاستعجال في الدعوة لتسليم السلاح وإنهاء دور المقاومة أو الحديث عن هزيمة حزب الله والشيعة بدأ يثير الاستغراب والمخاوف.
لكن الموضوع الأكثر حساسية وأولوية اليوم والذي يأخذ حيّزًا كبيرًا من النقاشات والحوارات، هو دور الشيعة وموقعهم المستقبلي في لبنان، على ضوء نتائج الحرب وما حصل خلال الشهرين الماضيين من تطورات، وانعكاس أزمة النزوح على الوضع اللبناني الداخلي، والمواقف التي يدلي بها بعض قادة الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية حول الشيعة ودورهم السياسي، ومنها على الأخص مواقف قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع

alafdal-news
