ليديا أبودرغم – خاصّ الأفضل نيوز
الهجوم على حلب ومحيطها لم يكن صدفة وليس وليد لحظة، والإعداد له بدأ قبل السابع من أكتوبر، مع الهجوم المسيّر أثناء تخريج ضباط في حمص في السادس من أكتوير، إلا أن "طوفان الأقصى" في اليوم التالي، وفتح "حزب الله" لجبهة الإسناد في لبنان، حولت الأنظار إلى فلسطين ومن ثم إلى لبنان مع اغتيال قادة "حزب الله" التي تُوّجت بعملية "البيجر" واغتيال سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصرالله.
ومع إعلان وقف إطلاق النار في لبنان الذي يتم خرقه مع تسجيل الخروقات اليومية للعدو الإسرائيلي، بدأ تنفيذ الهجوم على سوريا لمنع رفد "حزب الله" بالسلاح.
توقيت خبيث يحاكي التموضع العسكري لقوى المقاومة والجيش العربي السوري الذي كان قائماً خلال إسناد غزة، حيث يتمركّز الجيش العربي السوري وحلفاؤه جنوباً، وذلك لأهداف كثيرة تسعى دول الغرب لتحقيقها، منها إعادة رسم خرائط مشروع الشرق الأوسط الجديد بدءًا من سوريا بعد إخفاق بالبدء فيه من لبنان، عبر تغيير موازين القوى تماماً كما رفع نتنياهو شعاراً لحربه الشعواء التي قام بها بدعم أميركي وهو ما تفعله اليوم التنظيمات الإرهابية في حلب بدعم أميركي وتركي، يعود إلى التناقضات الحاصلة بين تركيا وسوريا التي تعتبر جزءًا من التناقضات الكبرى بين الولايات المتحدة وروسيا في الموضوع الأوكراني بشكل خاص، وفي توسع نفوذها في الشرق الأوسط بشكل عام حيث تعيق روسيا أحلام أميركا والغرب في شرق أوروبا وآسيا وتمنعهم من سرعة تنفيذ حلم الشرق الأوسط الجديد، كما مازالت تزعج أميركا عن طريق تواجدها المؤثر في سوريا وفي مياه شرق المتوسط.
ما يحدث في حلب ومحيطها هو جزء من عملية كبرى ليست محصورة في سوريا وإنما تتعلق بترتيب المنطقة تمهيداً للتعاطي مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة في عالم خالٍ من الحروب، ما قد يجعلها في مواجهة أشرس مع كارتل تجار السلاح.
في المحصلة، سوريا قررت المواجهة بدعم من حلفائها، مع مفارقة، هذه المرة، وهي عدم الرضا العربي، تحديداً الخليجي، عما يحصل تجاه سوريا.
من الواضح أن معالم الشرق الأوسط الجديد ستنبثق من سوريا، وسط تحذيرات دولية وإقليمية من أن أي تصعيد غير مدروس قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة قد تجعل مصير الشرق الأوسط يقف على مفترق طرق. فهل يتحقق مشروع الشرق الأوسط الجديد؟.