كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٢، طرح عضو "كتلة الجمهوريّة القويّة للقوَّات اللبنانيّةِ" النائب ملحم رياشي، اسم رئيس القوَّات سمير جعجع كمرشح لرئاسة الجمهورية، وبأنَّه الأحقُّ فيها، بعد أن وصل إليها عون، بتسهيل من جعجع الذي عقد معه "اتفاق معراب"، الذي كان رياشي أحد الذين سعوا له مع النائب ابراهيم كنعان الذي كان في "التَّيار الوطنيّ الحرّ"، وخرج منه مؤخرًا.
إلَّا أنَّ تسويق رياشي لجعجع، لم يلق القبول، حتّى عند حلفائه لا سيَّما في داخل الطَّائفة المسيحيّة عمومًا والمارونيّة خصوصًا، بالرّغم من أنَّ اسمه كان من بين الأقطاب المسيحيين الأربعة الذين تمَّ التَّوافق عليهم في بكركي قبل انتخاب العماد عون، الذي حظي بتأييد "تيَّار المستقبل" برئاسة سعد الحريري، وهذا غير متوفر لجعجع الذي سبق له وترشح في العام ٢٠١٤، ولم يحصل سوى على ٤٥ صوتًا، وهو في الاستحقاق الحالي لا يجمع سوى ٣١ صوتًا، هم "نواب المعارضة" الذين يلتقون في معراب، وكان اجتماعهم الثالث قبل يومين للبحث في انتخابات رئاسة الجمهوريّة، بعد أن حدَّد الرئيس نبيه برّي تاريخ ٤ كانون الثاني موعدًا لها، ودعا السُّفراء لحضورها في زخم جديد للاستحقاق الرئاسي الذي يُبدي رئيس مجلس النّواب تفاؤله بحصوله، بعد أن وصلته إشارات من الخارج بتسهيل عملية الانتخاب، فتزامن الإعلان عنها مع اليوم الذي زار فيه الموفد الفرنسي جان إيف - لودريان لبنان، وحضر الجلسة التشريعية لمجلس النُّواب، كإشارة إيجابيّة من لودريان، بأن جلسة ٩ كانون الثاني ستكون لإنجاز انتخاب رئيس للجمهورية سيحضرها هو.
فاللِّقاء الثَّالث في معراب، لم يتطرَّق إلى الأسماء، بل إلى المواصفات التي سيحملها الرَّئيس المُقبل، وهي قبل اتفاق وقف إطلاق النار مع العدوِّ الإسرائيليِّ ليست كما قبله، وأنَّ المداولات والنِّقاشات التي حصلت بين المُجتمعين داخل مقرِّ "القوات اللبنانيّة" في معراب، ركَّزت على أن يكون المرشح هو من أعضائها، وأن جعجع هو أبرز مرشَّحيها، فسمَّاه النائب أشرف ريفي، بأنَّه "رجل المرحلة" الذي يمكنه أن يغيِّر المعادلة السَّابقة التي كان "حزبُ اللَّه" تحديدًا يفرض مرشَّحه، ويعطِّل الانتخابات، ليأتي بمرشَّحه، كما حصل في انتخاب العماد ميشال عون، الذي أصرَّ عليه "حزبُ اللَّه"، ولم يكن حليفه الرئيس برّي موافقًا عليه، ولم ينتخبه، كما أنَّه أبلغ المرشَّح الثَّاني الذي كان يؤيِّده سليمان فرنجية، بأنَّ هذه الدَّورة للعماد عون، وهو الثَّاني بعد انتهاء ولايته، فسمَّاه فعليًّا، وما زال متمسِّكًا به، لأنَّ الأمين العام لـ "حزبِ اللّه" السيد الشهيد حسن نصر الله وعده وهو صادق به.
من هنا، فإنَّ الثُّنائي "أمل" و"حزب الله" ما زالا مُتمسِّكين بترشيح فرنجية، في وقت تراجع اسم جهاد أزعور عند المعارضة وتقاطعها مع "التيار الوطني الحر"، فقرَّر "لقاء معراب"، بأن يرشِّح جعجع، لأنَّه لن يستعاد التَّوافق على اسم، يشارك فيه "التَّيار الحرّ" برئاسة جبران باسيل، و"اللِّقاء الديمقراطي" برئاسة النائب تيمور جنبلاط، الذي ما زال يتحدَّث عن مرشَّح وسطي، لا مرشَّح تحدٍّ، حيث تكثر أسماء المرشَّحين الوسطيِّين، كـ "زياد بارود" وجان لوي قرداحي ومروان شربل، إضافة إلى المرشَّحين العسكريِّين، كقائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام للأمن العام الياس البيسري، والمدير السَّابق لمخابرات الجيش العميد جورج خوري، الذي يلقى تأييد بكركي وهو شغل منصب سفير لبنان في الفاتيكان.
فالمرشَّح "السِّيادي" هو ما خلص إليه لقاء معراب، وأنَّ جعجع هو الذي يمثِّل هذا الموقع، فإنَّ ترشيحه، وإن لم يعلن، فإنَّ التَّوافق على اسمه حصل، وبدأ تسويقه.