عبدالله قمح - خاص الأفضل نيوز
بين أبو فهد "القطري" و أبو فهد "السعودي" وبينهما "فهد" آخر أميركي الطراز، أضحت رئاسة الجمهورية اللبنانية ترشيحاً وانتخاباً تدور وفق رؤية الخارج، وبدل التئام مجلس النواب لفض المرشحين واختيار المناسب منهم، تتولى الدول أعلاه الراعية لما يسمى "الاتفاق الرئاسي" اختيار الرئيس والتفاهم فيما بينها حوله، فيما ينحصر الدور اللبناني في القبول وفقط القبول مع الإفساح في المجال أمام التصرف حيال كيفية تخريج المشهد.
ما هو واضح حتى الساعة رئاسياً أن قائد الجيش العماد جوزاف عون وضع قدماً في قصر بعبدا، ما بقي عالقاً مسألة النظر في طريقة الإخراج ومن سيتولاه والرقم الذي سيناله عون الذي يحتاج على الاقل إلى 86 صوتاً كي يببلغ منطقة تعديل المادة 49 من الدستور ما يتيح له الترشح. ولغاية الوصول إلى الرقم المذكور أو ما يعلوه، تدور محاولات لإدخال القوات اللبنانية عنصراً مؤثراً في التوافق حول عون بالإضافة إلى الثنائي الشيعي أو مكون واحد على أقل تقدير. وفي المعلومات الخاصة أن قنوات التواصل فتحت بين معراب واليرزة، أساسها اليوم تبادل الرسائل، وربما تسفر غداً عن لقاء يجمع عون برئيس حزب القوات سمير جعجع. على خط الثنائي الشيعي ما تزال الأمور معقدة. فرئيس مجلس النواب نبيه بري كرر بالأمس على مسمع المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين الذي زار عين التينة ما ردده سلفاً أمام الموفد السعودي أبو فهد قبل أيام، من أن العقبة أمام "ترئيس" عون تتمثل في حاجته لتعديل دستوري ليس محل توافق بين المكونات.
ما أفصح عنه بري بدبلوماسية مرنة، سبقه عليه نواباً سنة معتمدين على أسلوب فج بعض الشيء، حيث كانوا قد اجتمعوا خلال الأيام الماضية مع الموفد السعودي أبو فهد، الذي وبحسب المعلومات، طلب اليهم التفاهم حول آلية اتفاقهم في شأن التصويت لعون، وفي أثناء ذلك بادره أحد النواب بالإشارة إلى أن قائد الجيش يتصرف على أنه رئيس للجمهورية فعلاً ومنذ زمن بعيد، مضيفاً أن شكوكاً وعلامات استفهام تحوم حوله كما أنه لا يتجاوب مع مطالب النواب أو يعطي مواعيد للقسم الأكبر منهم متجنباً مناقشتهم وهو ما ينعكس سلباً. دفع هذا النقاش بنائب ثانٍ للدخول على الخط معبراً عن استيائه الشديد في شأن حصر الاختيارات الرئاسية بقائد الجيش، معيداً تذكير الموفد السعودي بأن للمعارضة مرشح واضح وصريح تنطبق عليه نفس المعايير شأنه شأن عون.
عملياً، تكاد تكون الساعات الـ24 المقبلة حاسمة على صعيد التوافق حول اسم الرئيس. القوات اللبنانية نقل عنها أنها ستدخل في اجتماعات مفتوحة، داخلية بين أعضاء الكتلة، وخارجية مع الحلفاء في المعارضة، بهدف التوصل إلى اتفاق أو تفاهم حول خيارات واضحة للمضي بها يوم الخميس المقبل في جلسة الانتخاب.
لغاية هذه اللحظة ما يزال طريق التفاهم حول عون متعذراً مما يعني أن الجلسة غير واضحة النتائج بعد. بالأمس، التأمت قوى المعارضة في اجتماع ماراثوني في محاولة منها للتوصل إلى تفاهم قبل حلول يوم الثلاثاء الذي صنف على أنه موعد أخير لإعلان الكتل خياراتها الانتخابية المتمثلة عملياً بإعلان الموافقة على ترشيح عون دونما أن تنجح. بحسب المعطيات، ما زال يتجاذب المعارضة بين جميع أركانها قضايا عالقة كمثل تعدد المرشحين والبحث عن المشروع الانتخابي لا سيما لعون نفسه الذي لا يبدو أنه يحظى باتفاق المعارضة. مع ذلك، يقول أحد المصادر التي شاركت في الاجتماع، بأن المشكلة تكمن في أن عون بات مطلباً دولياً، وسيلي هذا المطلب البدء بورشة إصلاحات ودعم داخلي – خارجي، وبالتالي إن النواب يضربون أخماساً بأسداس في شأن خياراتهم، وإن المرجح أن يسير غالبيتهم في خيار عون حتى ولم يكن مقتنعاً به!