محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
لم يُعجب كلام رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا كل المسؤولين في القوات اللبنانية، فكانت الردود أبعد من السياسة، وكشفت عن نظرة القواتيين إلى حزب الله والمكون الشيعي، خصوصاً أن القوات لا تميز بين الحزب كمكوّن سياسي وبين البيئة الشيعية التي ينتمي إليها الحزب.
قال وفيق صفا أن هناك فيتو على اسم سمير جعجع في الرئاسة، لأنه صاحب مشروع تدميري، فجاء الرد بأن الحزب وما ومن يمثل هو عبارة عن مستوطنين إيرانيين في لبنان، ليبرز هذا الردّ الموقف القواتي من حزب الله، علماً أن من حقّ رئيس حزب القوات الترشح للرئاسة ومن حق حزب الله الاعتراض ووضع الفيتو عليه.
من الطبيعي في السياسة أن يكون هناك مرشح وأن يكون هناك معارضين لترشحه، ولكن ما تمّ التوقف عنده في كلام صفا هو العدائية بالرد على إمكانية ترشح جعجع، إذ كان يمكن الاكتفاء بالقول أن هناك فيتو عليه، ولكن بالنسبة إلى مصادر متابعة فإن الأهم من كلام صفا عن الفيتو والمشروع التدميري ورد القوات الذي وصل إلى حد القول أن هزيمة حزب الله لا تسمح له بالقبول أو الاعتراض بعد اليوم وهو ما لا يمثل حقيقة الواقع إنما حقيقة الرهان القواتي على الحرب الإسرائيلية، هو كلام صفا عن ترشيح قائد الجيش جوزاف عون.
منذ فترة دأب محللو محور الممانعة على القول أن هناك رفضاً مطلقاً من الثنائي الشيعي لترشيح قائد الجيش جوزاف عون، وكنا نقول أن لا فيتو على اسمه إنما المسألة أبعد من الاسم وتتعلق بالتسوية التي ستحمل الرئيس والضمانات التي يطالب بها الثنائي الشيعي، وجاء كلام صفا ليؤكد عدم وضع فيتو على اسم قائد الجيش للرئاسة وهو ما يفتح المجال أمام احتمال الموافقة عليه وانتخابه إنما ضمن ظروف معينة يعمل عليها الرئيس نبيه بري دون تحديد ما إذا كانت ستنجح أم لا.
وترى المصادر أن حديث صفا جاء لقطع الطريق نهائياً على ما يفكر به رئيس حزب القوات الذي يتلطى خلف موقف الثنائي الشيعي للتهرب من انتخاب عون للرئاسة وهو الذي يعلم أن الكيمياء شبه غائبة بين القوات وقائد الجيش، كما أنه رسالة إلى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي ألمح إلى إمكانية تبنيه لترشيح جعجع، ولو كان يعلم بصعوبة وصوله، بحال قرر الثنائي دعم ترشيح جوزاف عون للرئاسة، كذلك هو رسالة للخارج بأن الحزب لم ينتهِ لفرض عليه ما لا يمكن أن يقبل به.
بحسب المصادر فإن تبادل الرسائل المبطنة بين حزب الله والتيار لا يعني أن العلاقات مقطوعة، بل على العكس هناك تواصل حصل نهاية الأسبوع الماضي بين حزب الله والتيار من خلال اللقاء الذي جمع صفا بباسيل، كذلك هناك تواصل حصل بين باسيل ونبيه بري من خلال جلسة في عين التينة، وتُشير المصادر إلى أن موقف حزب الله من الرئاسة سيكون منسقاً بالكامل مع بري الذي يمكن القول اليوم أنه يمسك بالقرار الشيعي الرئاسي ويترك كل الاحتمالات مفتوحة.