مفيد سرحال - خاص الأفضل نيوز
لن يمهل الجنوبيون قاتلهم، بعدما تكشفت نيات زرق الوجوه... غضب يضرب وجه الظلم.. تدافعوا..حملوا كل متاع الأرق المر والذكريات والأكاليل الممطرة وحناء الدم والزهر المحروق ورعشات الأرواح المتمردة والقامات الرماح، وخيول الجمر..
شفَّهم شوق وللشوق ابتهال، كمغرم في الهوى عنيد....
لملموا الأجنحة الحمراء، هزوا الليل عن أغصان الفجر والدرب إلى الديار سكين... مضوا على صهوات العتاق كشفوا عن الستين يومًا غطاء الزمن الغامض.. لا يرهبون الظروف المانعة.. أرواحهم كالسيوف مصقولة لامعة..
يا رعاكم الله تخترقون الحافة ما بين الموت والموت وتشعلون التخوم بنار شوق مغامر ..
و(يهوه) في حاشية الصدمة يغترف الذل من رعب المعنى واختلاج الفزع في عينيه.
ليس على عزم الجنوبيين مُحال إذا ما دعا جنوب وشمال... فوق الهضاب الشم يُجال عزم الرجال ويُصال... ولكنكم بعضنا قادمين وبعضكم نحن مستقبلين لضم شتات الحنين واللهب المجنون من تحت وسادة رجال الله والرسائل التي نزفت من سطور الحزم والعزم وفضاءات البطولات.
إنه التحرير الثالث وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة تعمدت مجددًا بالدم رغم نتؤات بانت وسرديات اشرأبت عرَّتها التجارب ودفء الدم المقدس.
يا أيها الغادون إلى عمق المواجع والجراحات.. هوذا العروج إلى الجنوب إلى القرى المصلوبة على الجدران المتصدعة يملأ الآفاق يتحدى الوجوه الصم وزيف القرارات وألاعيب الجزَّار.. حتما ستتراجع سود الثعابين فالصوت ارتفع والصمت يكوي كالجحيم..
وتغسل الأرض من القيح... لقد امتصت الأشجار نسوغ الشهداء.. لتنشر ذرات الأرواح فوق الرابيات وثغور الأدويةِ.. وتعود مع ريح الانتصارات جنوبًا أحلى ونصرًا أغلى.. إنها أنفاس السيد الأسمى وعيناه فجر الدهر وصوته الإشارة.